في حديث لشبكة شام نيوز إنفو، قدّم الدكتور تركي حسن رؤى وتحليلات حول محاربة الإرهاب في سوريا، مع تسليط الضوء على الجهود السياسية والدبلوماسية التي تبذلها الحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد، بالإضافة إلى التحديات الداخلية والخارجية.
أوضح الدكتور تركي حسن أن الرئيس بشار الأسد حاول تجنب ما وصفه بـ”الحرب الكونية” على سوريا من خلال الاستجابة لمطالب الوفود الشعبية التي قابلها من مختلف المحافظات. تضمنت هذه الاستجابات تعديلات دستورية وإصلاحات سياسية. ورغم هذه الجهود، كان القرار الدولي بشن الحرب على سوريا قد اتخذ مسبقًا. أعلن الرئيس الأسد في 30 مارس 2011 أن سوريا ستخوض حربًا كونية وصفها بـ”حروب الجيل الرابع”، والتي تهدف إلى الموت التدريجي للدولة. في يونيو 2011، أكد الرئيس الأسد أن هذه الحرب ستكون طويلة الأمد.
أكد الدكتور حسن أن سوريا وافقت على جميع المبادرات الدولية المطروحة، لكنها كانت دائمًا تشدد على أن الحل يجب أن يكون عبر محاربة الإرهاب. خلال جميع المؤتمرات الدولية، كانت سوريا تصر على أنه لا يمكن تحقيق تسوية في البلاد إلا بالقضاء على الإرهاب. وفي النهاية، اضطر المجتمع الدولي للاعتراف بوجود الإرهاب وخطورته على سوريا.
أشار الدكتور حسن إلى أن إسرائيل قصفت مواقع الجيش السوري التي تحارب الإرهاب، مؤكداً أن الإرهاب مرتبط بمشروع أوسع تقوده الدول الغربية لتدمير سوريا. وأوضح أن الدول الغربية كانت تقود غرف العمليات وتستخدم الإرهاب كأداة رئيسية لتحقيق أهدافها. وبيّن أن الجماعات الإرهابية لا تزال تشكل خطرًا كبيرًا، خاصة في إدلب، مشيرًا إلى أن سوريا دفعت الكثير من الشهداء في معركتها لتحرير الأراضي. وتسعى الحكومة السورية لتحقيق ذلك عبر التسوية بالتنسيق مع روسيا والدول الضامنة.
أكد الدكتور حسن أن سوريا تقاوم الاحتلال الأمريكي في مناطق وادي الخابور والرقة والحسكة. وأشار إلى أن القواعد الأمريكية محمية من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وبالتالي فإن الوصول إلى الأمريكيين يتطلب التعامل مع قسد أولاً.
تطرق الدكتور حسن إلى قضية المخدرات، مشيرًا إلى أن سوريا، وهي تقاتل الإرهاب بلا هوادة، تقوم بعمل نبيل وشريف في هذا السياق. وأوضح أن هناك محاولات لتشويه سمعة الجيش السوري والقيادة الوطنية السورية بقضية المخدرات. أكد أن سوريا ليست مصدرًا رئيسيًا للمخدرات كما يتم الترويج له في الإعلام، مشيراً إلى أن أكبر عمليات كشف المخدرات جرت في لواء إسكندرون، وأن أكبر معامل إنتاج المخدرات تقع في مناطق جبل الزاوية التي تحتلها المجموعات الإرهابية والجيش التركي.
أوضح الدكتور حسن أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان يستثمر في الوساطات العراقية والروسية لتحسين العلاقات مع سوريا. وأكد أن شرط سوريا الوحيد لتحسين العلاقات هو انسحاب القوات المحتلة وتطبيق اتفاقية أضنة. كما شدد على أن إدلب وشمال شرق سوريا ستعودان إلى سيطرة الحكومة السورية، ويمكن أن يحدث ذلك عبر تسوية إذا ما قبل الجانب التركي الوساطة وتجاوب مع الشروط. وأشار إلى أن سوريا منفتحة على الحوار مع الجانب التركي بهدف حماية حدودها وملاحقة الإرهابيين داخل الأراضي التركية إذا لزم الأمر.