بكين وموسكو.. ثنائي مُتكامل في مواجهة الهيمنة الغربية.. ودعوات للتحرك وتغيير الصيغة الدولية
لطالما شكّل الثنائي الروسي الصيني جبهة دولية متقدمة وضرورية في الدفاع عن الدول وحقها المشروع في ضمان سيادتها واستقلالها والدفاع عنهما ضد الهيمنة الأميركية – الغربية.. وفي عالم التحوّلات وتبدل موازين القوى بات لزاماً تكرار الأحاديث حول تشكيل جبهة واحدة موحدة بوجه القيود الغربية في مختلف المجالات، لا سيما التي تعنى بتنمية الشعوب ومقدراتها، أي المجالات الاقتصادية والثقافية وغيرها، والبداية تكون من خلال إدراك الحقوق والدفاع عنها وتشكيل جبهة موحدة كما ذكرنا آنفاً.. ففي عالم اليوم لا تستطيع دولة بمفردها قيادة المواجهة في محيط معارض لتلك التوجهات، ومن هنا تكمن أهمية التوحد وهذا ما وعته روسيا والصين مبكراً وتعمل عليه في كل محفل دولي، وتنطلق في دعواتها دائماً من تصحيح مسار وعمل المؤسسات الدولية وتكافؤ الدور والفرص والصوت داخلها من منطلق التوازن، وبالتالي لابد من الوصول إلى قرارات متوازنة تضمن حقوق الشعوب وتصونها، كما أن روسيا والصين تضيئان على مواطن القوة لدى الدول الأخرى وآلية استخدامها الأمثل في المواجهة، ومن هنا تكمن أيضاً أهمية أي دعوة روسية- صينية وبما يجعلها عرضة للمحاربة من المعسكر الغربي و«التخويف» منها.
في السياق، صرح رئيس مكتب البحث والتطوير التابع للإدارة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني جين شين بأن الغرب يحاول تقييد تطور الجنوب العالمي، ومن الضروري الدفاع المشترك عن حقوقه.
وتابع المسؤول الصيني خلال المنتدى الدولي بين الأحزاب بصيغة «بريكس والدول الشريكة» والذي حمل شعار «الأغلبية العالمية من أجل عالم متعدد الأقطاب»: لقد أصبح الجنوب العالمي قوة مهمة، في الوقت الذي تستمر فيه الممارسات غير العادلة في عرقلة تطوره، لاسيما الآليات التقييدية التي يضعها الغرب للحد من تعاوننا، ولضمان التعددية نحتاج إلى العمل معاً من أجل الدفاع عن حقوقنا.. يجب علينا جميعاً احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، واتخاذ تدابير محددة حتى تحمي العولمة مصالحنا.
وباستخدام مبادئ الشمولية، يمكن ضمان المشاركة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم، كما ذكر المسؤول الصيني.
وللتنويه بشأن العقلية الغربية وما تضمره للدول الأخرى، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري ميدفيديف خلال المنتدى أن الغرب يسعى جاهداً إلى الحفاظ على الهيمنة في «نظام المستعمرات»، قائلاً: عدد من الدول وفي المقام الأول الدول الغربية، لا تدخر جهداً للحفاظ على القواعد التي هي سارية المفعول حتى الآن، ونتيجة لذلك فإنهم يسعون جاهدين للحفاظ على هيمنتهم والسيطرة على الموارد المادية والطبيعية والبشرية، وبالتالي الحفاظ على نظام المستعمرات الذي اعتادوا عليه لعدة قرون.
وأشار ميدفيديف إلى أن أوقات الاستغلال الاستعماري باتت من الماضي، لكن أحفاد المستعمرين يتشبثون بشدة بميراثهم، وذلك يظهر في السياسات الاقتصادية الغربية، لا سيما سياسة العقوبات، متابعاً: لا يمكن فرض أي قيود دولية إلا من المنظمات الدولية، لا سيما ميثاق الأمم المتحدة، ومع ذلك فإن مثل هذه المحاولات تجري.
كما شدد على أن مثل هذه السياسات لها تأثير سلبي في المجتمع العالمي بأسره، ما يؤدي إلى إبطاء نمو الاقتصاد العالمي، وتفاقم مشكلات الخدمات اللوجستية.
وخلص ميدفيديف إلى رفض محاولات فرض سياسات تمييزية على دول أخرى، وندعو البشرية إلى مكافحة بقايا الماضي هذه بشكل مشترك.
وتعقد روسيا اليوم وغداً منتدى دولياً مشتركاً بين الأحزاب في فلاديفوستوك بصيغة «بريكس والدول الشريكة» تحت شعار «الأغلبية العالمية من أجل عالم متعدد الأقطاب»، حيث جمع الحدث ممثلين عن القوى السياسية الرائدة من 32 دولة، بما في ذلك أذربيجان وبيلاروس وفنزويلا وإندونيسيا وكمبوديا والصين وكوبا ولاوس وطاجيكستان وتايلاند وإثيوبيا وغيرها، وسيناقش ممثلو هذه الدول قضايا بناء نظام عالمي عادل، وترسيخ مبدأ التعاون الأمني والتجاري والاقتصادي والنقدي والمالي غير القابل للتجزئة والمتساوي، ومن المقرر أيضاً خلال أيام المنتدى عقد اجتماع اللجنة الدائمة لحركة «من أجل حرية الأمم» ومائدة مستديرة بمشاركة دول آسيان.