بعد أن أعيتهم تكاليف إنتاجه.. مزارعو الحمّص في السويداء يبحثون عن منفذ لتسويق منتجهم بعيداً عن السماسرة والتجار
في الوقت الذي أوشك فيه مزارعو الحمص في السويداء على الانتهاء من جني محصولهم، بدأ الكثيرون منهم يبحثون عن منفذ تسويقي لمحصولهم، يكون منصفاً لهم أسوة بالمحاصيل الحقلية الأخرى، تجنباً لبقائهم تحت رحمة السماسرة والتجار، الذين يشترون المنتج منهم بأسعار زهيدة ليقوموا بطرحه فيما بعد في الأسواق بأسعار مرتفعة، وخاصة أن السويداء تتصدر المرتبة الأولى بإنتاج الحمص على مستوى القطر.
يشير عدد من الفلاحين إلى أن تطلعهم لمنفذ تسويقي دائم كـ”السورية للتجارة” على سبيل المثال، يأتي بعد أن أضحى سعر مبيع المنتج غير متوافق مع تكاليف الإنتاج المرتفعة هذا الموسم، التي أعيتهم و أرهقت جيوبهم مادياً، وبالتالي أبقت ميزانهم الزراعي خاسراً بامتياز، وخاصة بعد أن تراوحت أجور حصاد المحصول من 60 وحتى 80 ألفاً للدونم الواحد، ليضاف إليها أجور نقل المحصول من الحقل إلى البيدر والتي وصلت إلى 150 ألف ليرة للنقلة الواحدة مع أجور العمال، بينما بلغت أجور الدّراس 200 ألف ليرة للنقلة الواحدة مع أجور العمال. ناهيك بأجور زراعة المحصول بداية موسم زراعته التي وصلت إلى 75 ألف ليرة للدونم الواحد، والمسألة المهمة التي لم يغفلها المزارعون شراؤهم كيلو البذار بـ 32 ألف ليرة. علماً أن مبيعه للتجار لا يتجاوز هذا المبلغ.
ولسان حالهم يسأل لماذا لا يتم استجرار المادة من (السورية للتجارة) ليصار إلى طرحها في صالاتها على مستوى القطر، أو فتح منافذ لتسويقه خارجاً؟
وفي هذا السياق، أوضح مدير زراعة السويداء المهندس أيهم حامد لإلى أن معظم إنتاج المحافظة من الحمص يباع في الأسواق المحلية وللتجار الذين يبيعونه بدورهم لأصحاب المطاعم.
ولفت إلى أن إنتاج السويداء المتوقع من الحمص هذا الموسم يقدر بنحو 11.5 ألف طن، بينما الإنتاج الموسم الماضي كان لا يتجاوز 6600 طن، أضف إلى ذلك فإن المساحات المزروعة بالحمص هذا الموسم زادت بمقدار 5500 هكتار عن المساحات التي تمت زراعتها الموسم الماضي، حيث وصلت المساحات المزروعة بالحمص هذا الموسم إلى نحو إلى 28365 هكتاراً، منوهاً بأن الزيادة في المساحات المزرعة جاءت نتيجة توافر مخزون رطوبة كاف بالتربة بعد الهطلات المطرية التي عمت أرجاء المحافظة في شهري كانون الثاني وشباط.