تتوالى الأحداث في قطاع غزة وسط تصاعد التوترات الإقليمية، وقد جاءت تصريحات المحلل السياسي والخبير العسكري العميد المتقاعد علي مقصود في حديث خاص لشام نيو إنفو لتسليط الضوء على الدور الأمريكي وتداعياته في هذا السياق. أشار مقصود إلى أن الولايات المتحدة لم تكن عاجزة عن وقف الحرب في غزة، بل لعبت دورا نشطا في تحريك الأساطيل وحاملات الطائرات إلى المنطقة وتهديد الأطراف المتداخلة في الصراع.
أوضح مقصود أن التحركات الأمريكية تهدف إلى تأمين الأجواء لكيان الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة عملياته العسكرية في غزة، وفق أهداف استراتيجية محددة. من بين هذه الأهداف، إقامة ممر يربط بين قطاع غزة والخليج وصولا إلى الهند عبر الأردن، في محاولة لقطع الطريق أمام مشروع “الحزام والطريق” الصيني. ويعتقد مقصود أن هذه الاستراتيجية تفسر الحملة العسكرية الشديدة على غزة، حيث تسعى الولايات المتحدة وإسرائيل إلى إبقاء القطاع تحت السيطرة الإسرائيلية.
وأشار مقصود إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن سابقًا عن نيته إقامة دولة يهودية نقية، تعزز هذه الفكرة. بحسب مقصود، فإن هذا المشروع يتطلب ترحيل سكان غزة إلى سيناء، يتبعه ترحيل سكان الضفة الغربية.
أكد مقصود أن المقاومة الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، بلعب دورا حاسما في التصدي لهذه المخططات من خلال “العبور التاريخي” وطوفان الأقصى. واعتبر أن هذه العمليات لم تحافظ فقط على القضية الفلسطينية، بل أحدثت تحولًا كبيرًا في المنطقة، مما حال دون تحقيق أهداف الاحتلال.
أما بالنسبة للتطورات على جبهة الشمال، فقد أشار مقصود إلى تصريحات رئيس الشاباك السابق في كيان الاحتلال، الذي أعرب عن ثقته في تصريحات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أكثر من قيادته الإسرائيلية. ونقل مقصود عن الجنرال يتسحاق بريك قوله إن فتح جبهة الجنوب سيؤدي إلى انهيار إسرائيل.
أوضح مقصود أن حزب الله، منذ عملية طوفان الأقصى، نجح في خلق حالة من الرعب داخل إسرائيل، مما أجبر أكثر من 200 ألف مستوطن على مغادرة مستوطناتهم. واعتبر أن إسرائيل غير قادرة على تنفيذ أي عملية عسكرية باتجاه لبنان في ظل هذه الظروف.
تسلط هذه التصريحات الضوء على التورط الأمريكي في الصراع ودعمه المباشر لإسرائيل لتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى، تتجاوز الصراع الحالي وتمتد إلى مشاريع جيوسياسية أوسع. في المقابل، تظهر المقاومة الفلسطينية واللبنانية كعقبة رئيسية أمام هذه المخططات، مما يعزز من أهمية دورها في حفظ التوازنات الإقليمية. المنطقة مرشحة لمزيد من التصعيد، حيث تستمر القوى الإقليمية والدولية في سعيها لتحقيق أهدافها، بينما تبقى الشعوب والأراضي في قلب هذا الصراع المستمر. يبقى السؤال المطروح: كيف ستتطور الأوضاع في ظل هذه التوترات المتزايدة، وما هو الدور الذي ستلعبه المقاومة في تشكيل مستقبل المنطقة؟