في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو، تناول اللواء المتقاعد الدكتور سليم حربا، الخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، مسلطاً الضوء على حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل على غزة. أشار الدكتور حربا إلى عجز المجتمع الدولي عن إيقاف هذه الحرب، معتبراً أن مصطلح “المجتمع الدولي” هو في الحقيقة مفهوم افتراضي. وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية، إذا كانت صادقة في رغبتها بوقف الحرب، كانت تستطيع أن توقفها خلال أقل من ساعة. وشدد على أن قرار وقف الحرب بيد الولايات المتحدة، وأن كل ما يُقال عن أن نتنياهو يهرب إلى الأمام ويقرر توسيع الحرب إلى الجنوب اللبناني، هو قرار أمريكي في جوهره، ولا يمكن للولايات المتحدة السماح لنتنياهو باتخاذ مثل هذا القرار الذي قد يجر المنطقة إلى كارثة.
وأشار الدكتور حربا إلى ضرورة عدم التقليل من مجازر الاحتلال وعدم تجاهل الإنجازات التي حققتها المقاومة. وأكد على أهمية تحليل الحرب بناءً على الوقائع، حيث فشل الجيش الإسرائيلي فشلاً ذريعا في تحقيق أي هدف سوى ارتكاب المجازر والقتل والتجويع وحرب الإبادة من شمال غزة إلى جنوبها. وأوضح أن هذا الفشل يجب أن يكون أحد محددات التحليل حول عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على توسيع الحرب إلى جنوب لبنان. وأكد أنه لولا دعم الولايات المتحدة لما استطاعت إسرائيل الاستمرار في الحرب لمدة تسعة أشهر، مضيفاً أن نتنياهو يحتج على عدم وصول أكثر من مليون طن من الذخائر من الولايات المتحدة.
ولفت الدكتور حربا إلى الأزمة التي يواجهها الكيان الإسرائيلي والحالة النفسية الصعبة التي يعاني منها أكثر من 70 ألف جندي إسرائيلي، حسب ما ذكرت وسائل إعلام العدو، بما في ذلك صحيفة معاريف. وأوضح أن هؤلاء الجنود يحتاجون إلى دعم نفسي ومعنوي، وأن الجيش المنهك لا يمكنه المغامرة في مواجهة مع حزب الله، خاصة وأن له تجربة عسكرية واستخباراتية وسياسية معقدة في هذا السياق. وأشار إلى أن الأزمة السياسية في إسرائيل والجانب الاقتصادي أيضاً يلعبان دوراً كبيراً، حيث غادر أكثر من 200 ألف مستوطن منطقة الجليل.
وأكد اللواء حربا أن إسرائيل لم تتمكن من تدمير حماس، وأن 80% من الأنفاق ما زالت صالحة تحت الأرض، مشدداً على أن جيش الاحتلال لم يحقق أي هدف معلن أو غير معلن، مما يثير الشكوك حول قدرته على تحقيق أي إنجاز مع حزب الله. وأوضح أن قرار فتح جبهة الجنوب اللبناني هو قرار أمريكي وليس إسرائيلي، وأن إسرائيل لا تستطيع فتح هذه الجبهة بدون موافقة الولايات المتحدة. وأكد أن حزب الله أرسل العديد من الرسائل المهمة، ومنها رسالة “الهدهد” التي استطاعت التقاط صور حية لمئات المواقع الإسرائيلية التي ستكون أهدافاً للمقاومة في حال توسعت الحرب.
وشدد الدكتور حربا على أن كلمة السر الرئيسية لتهدئة الوضع ووقف الحرب هي وقف العدوان على غزة، وعندها ستهدأ كافة الجبهات. وأكد أن الولايات المتحدة لن تدع نتنياهو يربط مصالحه الشخصية بمصالح أمريكا ومصالح الكيان الوجودية بتهوره وتعنته. وأشار إلى أن العدوان على غزة أعاد القضية الفلسطينية إلى دائرة الاهتمام وكشف النقاب عن الكيان الإسرائيلي، وفي المقابل كشف مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظومة الدولية والمجتمع الدولي الذي طالبت سوريا ما تبقى منه بوقف العدوان والمجازر.
وأكد الدكتور حربا في تعليقه على بيان الخارجية السورية، الذي طالبت فيه المجتمع الدولي بوقف العدوان، أن الحق يحتاج إلى القوة، وأن كيان الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة. وأوضح أن المقاومة تملك إمكانيات جيوش، وأنها قادرة على إدخال كيان الاحتلال إلى الجحيم، وأن حجم الدمار في كيان الاحتلال سيكون أكبر من جميع جبهات المواجهة. ولفت إلى أن القتال سيمتد تلقائياً إلى سوريا والعراق، وأن هناك مفاجآت ستجعل القواعد الأمريكية عرضة للقصف، وأن أمريكا ستدفع الثمن.
واختتم الدكتور حربا بالقول إن إسرائيل تمارس التهويل باتجاه لبنان بينما تواصل حرب الإبادة في غزة، مؤكداً أن طول مدة الحرب في غزة يصب في مصلحة المقاومة أكثر من كيان الاحتلال.