في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو، تناول مهند حاج علي، العضو السابق في مجلس الشعب السوري، الملف الفلسطيني والتحولات السياسية في المنطقة، مسلطاً الضوء على تراجع الدور الأمريكي وتأثير ذلك على العلاقات الدولية. حاج علي أكد أن الولايات المتحدة، تحت إدارة الرئيس بايدن، تمر بفترة من التراجع النسبي في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن واشنطن ليست مهتمة بشكل خاص بمسألة إعادة العلاقات بين تركيا وسوريا، وهو ما يبرز انحسار النفوذ الأمريكي في بعض الملفات الإقليمية.
تطرق الحاج علي إلى استغلال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للانتخابات الأمريكية لدعم حملة دونالد ترامب. وأوضح أن نتنياهو يفضل التعاون مع الجمهوريين ومع ترامب على وجه الخصوص، نظراً للتقارب الأيديولوجي والشخصي بينهما. هذا التقارب ظهر جلياً عندما اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما جعله الرئيس الأمريكي الوحيد الذي يتجرأ على اتخاذ مثل هذا القرار، والذي يتماشى مع سياسات نتنياهو المتطرفة ويعادي العرب بشكل واضح.
كما أشار الحاج علي إلى أن ترامب يتبنى نهج التدخل الأمريكي المباشر، خلافاً لبايدن الذي يعتمد على وكلاء الولايات المتحدة في المنطقة. هذه النزعة للتدخل المباشر توافقت مع سياسات نتنياهو، وخاصة خلال العدوان الثلاثي على سوريا، حيث فضل نتنياهو هذا النهج لدعمه في العمليات العسكرية والسياسية.
نتنياهو يستثمر حالياً في المعركة على غزة، معتبراً أن هذه العمليات قد تساعد في تحقيق نصر سياسي يعزز من فرص ترامب في الانتخابات القادمة. وقد أعلن الصهاينة عن المرحلة الرابعة من عملياتهم في غزة، والتي تتضمن سحب القوات الإسرائيلية والقيام بعمليات خاطفة واعتقالات بدون أفق سياسي، مع إغلاق باب المفاوضات بشكل كامل. ويرى نتنياهو أن الانتظار حتى صدور نتائج الانتخابات الأمريكية قد يكون مجدياً لتحقيق أهدافه السياسية.
في سياق آخر، تطرق الحاج علي إلى تصريحات توماس فريدمان، الكاتب في نيويورك تايمز، الذي دعا بايدن لعدم الترشح مجدداً. وأوضح الحاج علي أن هناك تيارين في الولايات المتحدة: أحدهما مؤيد لترامب والآخر معارض له. وأشار إلى أن بايدن يعاني من تراجع في قدراته العقلية، ما يثير الشكوك حول قدرته على قيادة الولايات المتحدة بفعالية. هذا الواقع قد يجعل من المناظرات الرئاسية ساحة لإحراج بايدن، في ظل مؤامرات محتملة من داخل حزبه.
واختتم الحاج علي حديثه بالتأكيد على أن رؤساء الولايات المتحدة يعملون كمدراء أعمال تعينهم اللوبيات، وأن الوضع العسكري في غزة يظل العامل الحاسم في توجيه السياسات. هذا السياق يشير إلى أن التحالفات السياسية والشخصية بين القادة العالميين، مثل ترامب ونتنياهو، تلعب دوراً كبيراً في تشكيل السياسات الإقليمية، في ظل تراجع الدور الأمريكي التقليدي في المنطقة.