تشهد أسعار السمك في اللاذقية ارتفاعاً ملحوظاً هذا الصيف مقارنة بنفس هذه الفترة من الأعوام الماضية، ما جعل العديد من المواطنين يعزفون عن شراء هذه المادة التي كانت في السابق لا تخلو منها موائد أهل المحافظة.
السبب كما يقول نقيب الصيادين في اللاذقية سمير حيدر لـ”شبكة أخبار الشام”، يعود إلى ارتفاع مستلزمات الصيد بشكل عام، مبيناً أن عدم منح الصياد المازوت المدعوم اضطره لشراء المازوت من السوق الحر بأسعار مرتفعة ما يكبده مصاريف مرتفعة لصيد السمك، إضافة لتكاليف شراء أدوات الصيد الأخرى.
وأضاف حيدر أن الصياد يعتمد على “الحظ” في المهنة، قائلاً: يبحر الصياد في مركبه ليصطاد الأسماك من البحر، وهناك احتمالات لأن يرزق بصيد جيد وهناك احتمال العكس، إلا أنه في كلا الاحتمالين يكون قد استهلك محروقات خلال رحلة البحث عن الرزق، كمن يبحث عن رزقه في المجهول.
وأردف بضرورة أن يتم توفير المازوت المدعوم لتخفيف الأعباء عن الصيادين، منوهاً بترك العديد منهم المهنة ورصف مراكبهم على البر بسبب عدم القدرة على مجاراة تكاليف الصيد.
فيما يخص أسعار السمك، قال حيدر إن أهل اللاذقية اعتادوا في الصيف أن يكون السمك “ببلاش تقريباً”، فقد كانت الأسعار في سنوات سابقة لا تتجاوز 2 – 3 ألف ليرة سوريّة للكيلو الواحد لأسماك بأنواع متعددة، أما اليوم فأدنى سعر لأسوأ نوع سمك يتجاوز 30 ألف ليرة سوريّة.
ولفت إلى ارتفاع أسعار البلميدا وهو “سمك الشعبي” كونه أرخص الأنواع وكان بإمكان أي عائلة أن تطهوه يومياً في السابق نظراً لأسعاره المنخفضة، أما حالياً فسعر الكيلو منه يتجاوز 30 ألف ليرة، إضافة لأنواع الشكارمي والغريبة، مقابل ذلك يسجل صنف أي نوع سمك من الأنواع الجيدة سواء القجاج أو اللقز وغيرها حوالي 100 ألف ليرة للكيلو الواحد ومنها يتضاعف سعره حسب النوع.
وبيّن نقيب الصيادين أن هناك نحو 1600 صياد مسجلين ضمن النقابة، تخلى ما يقارب 10 % منهم عن المهنة بسبب ارتفاع تكاليف الصيد ما تسبب بخسارة مصدر رزقهم الوحيد والبحث عن بديل لهذه المهنة التراثية القديمة التي تشتهر بها محافظة اللاذقية منذ مئات السنين.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info