في حديثه لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، تناول أحمد رفعت يوسف، مدير الأخبار في إذاعة دمشق، تداعيات فوز حزب العمال البريطاني وقرار وزير الخارجية الجديد ديفيد لامي بشأن وقف إطلاق النار في غزة واستمرار الحرب في أوكرانيا. وأشار يوسف إلى أن الدولة العميقة في بريطانيا، التي تتخذ قراراتها برأس في بريطانيا وذراع عسكري في أمريكا وإدارة ماسونية عالمية، بدأت تفقد قيمتها نتيجة انتقال مراكز القوى من المنظومة الأطلسية إلى المنظومة المشرقية والأوراسية.
يوسف أوضح أن الحرب في أوكرانيا هي أحد تداعيات التحولات الكبرى في الخريطة الجيوسياسية العالمية وتوازنات القوى الإقليمية والدولية. وأضاف أن أوكرانيا ستختفي كدولة وستقسم إلى ثلاث دول تتوزع بين روسيا، بولندا، ورومانيا، مؤكداً أن هذا الأمر خطر على أوروبا بأسرها. هذا الصراع سيفتح ملف الحدود بين الدول الأوروبية، وصعود اليمين سيؤدي إلى انتعاش القومية الألمانية ومطالبات بعودة الأراضي.
يوسف اعتبر أن تأثيرات صعود اليمين في بعض الدول الأوروبية على المنطقة والحرب في غزة تعكس صراعا بين المشروع الصهيوني ومصالح الدول الإقليمية. وأشار إلى أن بلاد الشام لا تتسع لكل من سوريا وإسرائيل، فإما تموت سوريا لتحيا إسرائيل أو العكس. وأضاف أن الربيع العربي وما شهده من عدوان على سوريا كان يهدف لتمكين إسرائيل، لكن صمود سوريا أفسد هذا المشروع، مما يبشر بانتصار قريب وفشل المشروع الإسرائيلي.
وأكد يوسف أن الحرب الحالية ليست مجرد جولة من المعارك بل هي معركة فاصلة ستحدد الفائز والخاسر النهائي. وتوقع أن المقاومة ستواصل استنزاف إسرائيل، مما سيؤدي في النهاية إلى إعلان الحرب عليها من قبل محور المقاومة. وأشار إلى خطابات حسن نصر الله التي تؤكد عدم السماح بهزيمة المقاومة في فلسطين.
يوسف تطرق إلى الخطاب الذي ألقاه الرئيس بشار الأسد في مؤتمر الحزب، والذي أكد فيه على هوية سوريا الوطنية والقومية. وأوضح أن العودة إلى هذه المفردات جاءت نتيجة ما يجري في غزة والتأكيد على أن القضية الفلسطينية هي الأساس. وأشار إلى أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية والدول العربية جاءت لتضع النقاط على الحروف وتؤكد موقف سوريا وهويتها.
وفيما يتعلق بانتصار الإصلاحي بزشكيان في إيران وتأثيره على المقاومة، يرى يوسف أن النظام الديمقراطي في إيران هو الأنجح عالمياً، حيث أن كل المؤسسات الإيرانية منتخبة بما فيها المرشد. وأكد أن الديمقراطية الإيرانية تجاوزت الأخطاء الكبرى للديمقراطية الغربية، التي أوصلت التافهين مثل ترامب وبايدن إلى السلطة. وأشار يوسف إلى أن قادة إيران يتمتعون بصفات قيادية وثقافية وعلمية تجعلهم رجال دولة بامتياز، مقارنة بقادة الغرب الذين يفتقرون إلى هذه الصفات.