عام بعد عام، يتزايد الإقبال على تعلم اللغة الروسية في محافظة اللاذقية، مع مطالبات عدد كبير من الأهالي بافتتاح شعب لتعليم “لغة الأصدقاء” في كافة المدارس خاصة في المناطق الريفية.
وذكرت السيدة أم رامي في حديثها لـ”شبكة أخبار الشام”، أنها تفضل لابنها الذي يدرس في مرحلة التعليم الأساسي، تعلم اللغة الروسية كلغة اختيارية في المدرسة بدلاً من اللغة الفرنسية، معتبرة أن اللغة الروسية تتيح لولدها فرصاً أكبر لإكمال تعليمه في المنطقة الشرقية من العالم، بدلاً من التوجه نحو الدول الغربية، وفق تعبيرها.
ورأت أم رامي أن تعلّم اللغة الروسية يتطور في بلدنا وينتشر حب هذه اللغة بين أبنائنا وذلك ناتج عن العلاقات الأخوية التي تجاوزت مرحلة الصداقة مع الشعب الروسي، الذي يقف معنا دائماً وبات العديد منهم يعيشون بيننا في اللاذقية.
مفتاح العمل في روسيا
من الكادر التعليمي للغة الروسية، تقول المدرّسة لورا لـ”شبكة أخبار الشام”، إنها تعلمت اللغة الروسية في أحد المعاهد الخاصة وباتت تعلمها للأطفال واليافعين بأعمار مختلفة في عدد من المعاهد التعليمية باللاذقية، مشيرة إلى أنه خلال العامين الماضيين ازداد عدد الطلاب المسجلين على تعلم المحادثة الروسية بشكل كبير.
وتضيف أن هناك قناعة عند عدد كبير من الأهالي بأن يعلموا أولادهم اللغة الروسية “كتابة ومحادثة” كونهم يعتبرون أنها مفتاح العمل المستقبلي في روسيا الاتحادية الدولة الصديقة والحاضنة للشباب السوري لاستكمال تعليمهم الجامعي بكافة الاختصاصات تقريباً.
إقبال كبير جداً على تعلم الروسية
“شبكة أخبار الشام ” تواصلت مع موجّه اللغة الروسية بمديرية التربية في اللاذقية، الأستاذ تيسير باهرلي، الذي أكد أن هناك إقبال كبير جداً على تعلّم اللغة الروسية، وأصبح عدد الطلاب في المسجلين على اللغة الروسية 12600 طالب وطالبة على مستوى المدارس العامة في المحافظة.
وقال باهرلي لـ”شبكة أخبار الشام”: لدينا 50 مدرسة تعلّم اللغة الروسية ضمن محافظة اللاذقية، ونحن على تواصل مباشر مع روسيا الاتحادية بمساعدة وزارة التربية للمساهمة في انتشار هذه اللغة بشكل أوسع وإتقانها بشكل جيد.
وبخصوص مطالب أهالي بالتوسع بشعب تعلم اللغة الروسية، لفت باهرلي إلى عدم القدرة حالياً على التوسع بفتح شعب إضافية إلا عند توفر المدرسين المختصين، مشيراً إلى وجود نقص شديد في عدد معلّمي اللغة الروسية وخريجي روسيا، لذا نضطر إلى الاستعانة بخريجي الدورات من جامعة تشرين بعد أن يتم اجراء اختبار أو سبر لهم بمادة اللغة الروسية عن طريق لجنة مختصة.
وأكد أن هناك تعاون مستمر لتطوير اللغة الروسية في مدارسنا والارتقاء بها بتعليمها بشكل جيد جداً، عبر اجراء دورات “أون لاين” للأساتذة الذين يدرّسون اللغة الروسية بإخضاعهم لدورات أون لاين بشكل دوري، وذلك بالتعاون مع روسيا الاتحادية ووزارة التربية ومديرية التربية باللاذقية.
10 سنوات في المنهاج الروسي
الجدير ذكره، أن اللغة الروسية قد دخلت إلى المنهاج التعليمي في سورية قبل حوالي 10 سنوات، بقرار من وزارة التربية صدر عام 2014، ويقضي بجعل اللغة الروسية لغة اختيارية لطلاب الصف السابع في مرحلة التعليم الأساسي.
إضافة إلى ذلك، فإن العديد من المعاهد والمدارس الخاصة، تدرس اللغة الروسية نظراً للإقبال الشديد على تعلمها، وتصنف بأنها لغة سلسة وسهلة مقارنة بلغات أجنبية أخرى.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info