أهالي الجولان ينددون بزيارة نتنياهو إلى بلدة مجدل شمس ويرفضون إراقة أي قطرة دم تحت عنوان الانتقام… والمقاومة اللبنانية تصر على مواصلة إسناد غزة ودعمها.
التناغم والانسجام بين الموقف الرسمي للمقاومة اللبنانية والموقف الوطني الشعبي الذي اتخذه أبناء مجدل شمس المحتلة وأبناء طائفة الموحدين الدروز الذين تسعى إسرائيل عبثاً عبر عقود إلى أسرلتهم وجعلهم مواطنين في كيان الاحتلال. فإذا بها تفتعل هذه الجريمة البشعة في مجدل شمس وتقصف ملعب البلدة ما أدى إلى استشهاد ثلاثة عشر طفلاً جراء سقوط صاروخ على الملعب، حيث سارعت حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو إلى تحميل المقاومة اللبنانية المسؤولية عن إطلاق الصاروخ ومن أجل استغلال الحادثة لتطويع أبناء الجولان السوري المحتل في جيش الاحتلال تحت ذريعة الانتقام لأبنائهم.
ومع أن المقاومة اللبنانية نفت نفياً قاطعاً الرواية الإسرائيلية، إلا أن حكومة الاحتلال ومعها الولايات المتحدة والإعلام الغربي قاموا بالترويج للرواية الإسرائيلية التي فشلت أمام وضوح الموقف وصلابة أبناء الجولان المحتل ووعيهم الوطني. فقد أعلن أبناء الجولان في بياناتهم وخلال تشييع أبنائهم أن العدو الإسرائيلي هو الذي ارتكب الجريمة وأن المقاومة لا تستهدف أطفال الجولان أبداً.
**سيذكر السوريون والعرب محاولات نتنياهو استخدام اسم مجدل شمس والاستثمار بالدماء لتحقيق أهدافه وتشويه صورة المقاومة اللبنانية، ولكن ردة فعل أهالي الجولان وأبناء الوطن الأم سوريا كانت رسالة واضحة لنتنياهو وحكومته المتطرفة من خلال المواقف الوطنية التي أعلنها أبناء الجولان خلال تشييع أبنائهم ومن خلال مجالس العزاء التي أقيمت في سوريا في دمشق والسويداء وبلدة حضر على تخوم الجولان. وكانت المواقف واضحة وضوح الشمس فإسرائيل هي التي تقتل الأطفال وليست المقاومة اللبنانية، وإسرائيل تريد التغطية على جرائمها ضد أبناء القطاع باتهام حزب الله وتحميله وزر هذه الجريمة في مجدل شمس وبث الفرقة بين أبناء البلد الواحد. ولكن الذي حدث هو عكس ما تريده إسرائيل وحكومتها، وأكد أبناء الجولان رفضهم أن تسقط ولو قطرة دم واحدة تحت عنوان الانتقام لشهداء مجدل شمس.
هذا الموقف الذي عبر عنه أبناء الجولان السوري المحتل فاجأ العدو الإسرائيلي الذي فشل في تسويق روايته المضللة والتي يراد منها تحقيق العديد من الأهداف الخطيرة التي تخدم توسيع الحرب وتهشيم صورة المقاومة وتفكيك بيئتها. ورغم التنديد بالاحتلال وأكاذيبه وجرائمه، استمرت حكومة الاحتلال في التحريض ومحاولة استغلال الظروف ومعاناة الأهالي لفقدهم أبنائهم، وقام نتنياهو بزيارة إلى مجدل شمس وسط احتجاجات الأهالي الذين وصفوه بالقاتل والمجرم، فيما تبنت واشنطن الرواية الإسرائيلية وراحت تروج لها وتدعمها رغم أنها تزعم معارضتها لتوسيع الحرب في المنطقة.
الموقف اللبناني أيضاً، الرسمي والشعبي، كان مكملاً لموقف أبناء الجولان السوري المحتل. كان منسجماً وموحداً في مواجهة الرواية الإسرائيلية البغيضة التي تدفع باتجاه الانتقام والفتنة. وأعلن عدد كبير من الشيوخ من طائفة الموحدين الدروز عن موقف وطني جامع يرفض اتهام المقاومة اللبنانية ويؤكد وقوف لبنان رسمياً وشعبياً إلى جانب المقاومة في مواجهة كيان الاحتلال. وهذا الموقف يتعارض مع أهداف إسرائيل وخطة نتنياهو لفك الارتباط بين جبهات لبنان وفلسطين والجولان المحتل. ورغم صدور بعض الأصوات الشاذة، إلا أنه في مثل هذه الحالة فإن وجود هذه الأصوات لا يعدو كونه نوعاً من العمالة الرخيصة لا تغير ولا تبدل شيئاً. ففي كل الأوقات وفي كل الظروف ثمة جواسيس وثمة عملاء للعدو وهؤلاء لا يمكن أن يعبروا عن موقف الشعب أو موقف الأمة.
رواية إسرائيل بأن القصف على مجدل شمس جاء من لبنان سقطت منذ اللحظة الأولى، وحمّل أبناء الجولان وذوي الشهداء إسرائيل المسؤولية. وسقطت خيارات إسرائيل أيضاً المحدودة وتهديداتها لتصعيد حملاتها ضد لبنان. وحذرت كل الأوساط والجهات الوطنية في لبنان والجولان من مغبة التصعيد، وأكد أبناء الجولان وقوفهم إلى جانب المقاومة اللبنانية. وأكدت الجبهات في اليمن والعراق ولبنان وفلسطين والجولان تماسكها وعدم قدرة حكومة الاحتلال على فك الجبهات عن بعضها وعدم قدرتها على إعادة المستوطنين في الشمال إلى مستوطناتهم. وتشير كل التوقعات بأن نتنياهو محكوم بالوقائع وأن الصاروخ الإسرائيلي الذي استهدف الملعب في مجدل شمس كان يستهدف زرع الفرقة بين أبناء الجولان الذين يرفضون الهوية الإسرائيلية ويرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي في موقف وطني أثبت أبناء الجولان أنه موقف راسخ لا يتزحزح.