رغم كل الظروف الصعبة التي تواجه عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، تسعى الوكالة إلى الاستمرار في دعم اللاجئين في سورية وفق المستطاع.
وفي اللاذقية، يعد مخيم العائدين في حي الرمل الجنوبي أكبر المواقع التي يقيم فيها اللاجئين من فلسطين، ويلقى متابعة واهتمام من المحافظة ومنظمة الأونروا، رغم نقص التمويل للمنظمة في الفترة الأخيرة.
وبتعاون بين الجانبين (محافظة اللاذقية ومنظمة الأونروا) يتم التنسيق بين المحافظ عامر هلال ومدير شؤون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في سورية أمانيا مايكل آبي، لبحث سبل تقديم الرعاية اللازمة لأهالي المخيم بشكل عام.
وفي لقاء جمع هلال وآبي في مبنى محافظة اللاذقية، قدم الأخير، شرحاً وافياً عن مجمل ما تواجهه المنظمة من تحديات وصعوبات نتيجة وقف تمويلها من بعص الجهات المانحة، إضافة لاستهداف كوادرها وبناها التحتية في مواقع عدة منذ نهاية العام الماضي.
وأكد آبي، على مساعي المنظمة للبحث عن تمويل إضافي يغطي حاجة المنظمة من ناحية الالتزام بواجباتها ومسؤولياتها تجاه اللاجئين ومنهم سكان مخيم العائدين في مدينة اللاذقية.
كما أشار مدير شؤون الأونروا، إلى جهود الحكومة السورية ومحافظة اللاذقية بتقديم الخدمات والاحتياجات الأساسية لأهالي المخيم بالرمل الجنوبي، مع التنويه إلى أهمية المتابعة المستمرة للشؤون الخدمية والواقع المائي وصيانة الطرقات والمكسر البحري في محيط الحي.
من جهته، أكد هلال على استعداد المحافظة بتقديم كل أشكال الدعم الممكن للمخيم في حي الرمل الجنوبي، مشيراً إلى التعاون القائم مع وكالة الأونروا في شتى النواحي.
ولفت هلال إلى المتابعة الميدانية لواقع المخيم، وتأمين ما يلزم من احتياجات للأهالي وتحسين الواقع الخدمي وفق الإمكانيات، منوهاً بالجهود المبذولة من المنظمة لدعم اللاجئين بشكل عام.
يقع مخيم العائدين في حي الرمل الجنوبي المطل على البحر جنوب مدينة اللاذقية، ومعظم بيوت المخيم تطل على الشاطئ مباشرة.
المخيم الذي يبعد حوالي 3 كيلومتراً عن وسط مدينة اللاذقية، أُنشئ في العام 1955 على مساحة 2 كم2، وازدادت هذه المساحة نتيجة التوسعات العمرانية التي حصلت، خاصة بعد العام 1967، ويعتبر التجمع الأكبر للاجئين الفلسطينيين على الساحل السوري.
وخلال زلزال شباط 2023، شهدت منطقة الرمل الجنوبي سقوط ضحايا وجرحى نتيجة تهدم عدة أبنية بفعل الكارثة، وتصدع أبنية أخرى، لتقوم الدولة السورية بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي بإقامة مشرع سكن مؤقت “وحدات سكنية” في حي الغراف ضمن منطقة الرمل الجنوبي.
ومطلع العام الجاري، كانت قد أعلنت 12 دول غربية، وهي الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا ورومانيا والنمسا، بالإضافة إلى اليابان، قراراً يقضي بتعليق المساعدات المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” بعد مزاعم بضلوع بعض موظفيها في هجمات حماس على مواقع إسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
يشار إلى أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، واختصارًا أونروا UNRWA | United Nations Relief and Works Agency for) Palestine Refugees)، هي وكالة غوث وتنمية بشرية، أُسِّست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949، تعمل على تقديم الدعم والحماية وكسب التأييد لقرابة 5.6 مليون لاجئ فلسطيني مسجَّلين لديها في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة، إلى أن تنتهيَ معاناتهم، وتعتمد الأونروا في تمويلها على التبرُّعات الطوعية التي تقدِّمها الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info