في حديثه لشبكة شام نيوز على هواء إذاعة ميلودي إف إم، استعرض المحلل السياسي والعضو السابق بمجلس الشعب مهند الحاج علي الأبعاد المختلفة للأزمة التي تواجهها إسرائيل في محاولاتها لفصل الجبهات بين حزب الله وإيران. يركز الحاج علي على الجهود المستمرة التي تبذلها إسرائيل لتفكيك جبهة جنوب لبنان عن غزة، والتي تشمل ضغوطاً على القيادة اللبنانية لوقف دعم حزب الله والالتزام بقرار الأمم المتحدة رقم 1701.
المبعوث الأمريكي هوكستين يلعب دوراً مهماً في هذه الاستراتيجية، حيث أطلق تهديدات تجاه لبنان تحثه على قطع الدعم عن حزب الله وتفكيك الجبهة الجنوبية. تأتي هذه المحاولات في ظل أزمة اقتصادية متفاقمة تواجهها إسرائيل، حيث تكشف التقارير عن تكلفة الحرب المرتفعة التي تصل إلى 66 مليار دولار، وقد تصل إلى 74 مليار دولار، مما يضع عبئاً ضخماً على الاقتصاد الإسرائيلي.
التأثير الاقتصادي للحرب يظهر بشكل جلي من خلال الأرقام التي تشير إلى أن الانتظار الطويل للرد من قبل إيران وحزب الله يكلف إسرائيل يومياً حوالي خمسمائة مليون دولار. الصحافة الإسرائيلية تعكس هذا القلق، حيث تشير التقارير إلى حالة من التوتر والخوف من استمرار الوضع الحالي. هذا القلق يعكس حالة من الاستنزاف المالي الذي يعاني منه الاقتصاد الإسرائيلي، والذي يتعرض لضغوط كبيرة من جراء تراجع السياحة وتضرر الزراعة وفقدان العمالة.
الحاج علي يشير إلى أن الوضع الاقتصادي الإسرائيلي يعاني من ضعف كبير، حيث تعتمد إسرائيل بشكل كبير على صناعة الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية، مع ضعف في مجالات أخرى مثل الزراعة والسياحة. هذا الضعف الاقتصادي يتجلى في الأرقام الكبيرة التي تتحدث عن العجز في الميزانية والذي بلغ 8.2%، بالإضافة إلى الضغوط الناجمة عن الهجرة الجماعية للمستوطنين.
المشاكل الاقتصادية لا تقتصر على الأرقام فقط، بل تتجلى أيضاً في الواقع اليومي للمستوطنين. فقد غادر حوالي مليون مستوطن إسرائيل، والذين لم يعودوا، مما يعكس تآكل الثقة في مستقبل إسرائيل ويضع ضغوطاً إضافية على الاقتصاد. هذا الوضع يزيد من عمق الأزمة ويجعل من الصعب على إسرائيل الاستمرار في الحرب لفترة طويلة.
من جهة أخرى، الحاج علي يرى أن استمرار حرب الاستنزاف هو في صالح المقاومة. فالمقاومة، بفضل استراتيجياتها العسكرية والنفسية، تستطيع أن تتحمل الضغوط بشكل أكبر مقارنة بإسرائيل. عملية الاستنزاف العسكري والنفسي تؤدي إلى إضعاف قدرة إسرائيل على الاستمرار في الحرب، حيث تواجه ضغطاً مستمراً من جراء الهجمات المستمرة والتقارير اليومية عن الخسائر.
وفيما يتعلق بالرد الإيراني، يوضح الحاج علي أن قرار الرد قد اتخذ بالفعل، وأن إيران تحتفظ بحقها في الرد على الاعتداءات. هذا الرد، وفقاً للحاج علي، يمكن أن يكون مدروساً بعناية لتجنب دفع إسرائيل إلى حرب مفتوحة قد تؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه. إيران، وفقاً للحاج علي، تعمل على تحضير ردود تكتيكية تأخذ في الاعتبار جميع الخيارات الممكنة، بما في ذلك الخيارات العسكرية والنفسية.
كما سلط الحاج علي الضوء على أن الأزمات المتزايدة التي تواجهها إسرائيل، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو عسكرية، تشير إلى وضع صعب قد يؤثر بشكل كبير على قدرتها على الاستمرار في الصراع. هذا الوضع يعزز من موقف المقاومة ويزيد من فرص تحقيق أهدافها الاستراتيجية في مواجهة التحديات القائمة.