في مقابلة مع شبكة شام نيوز إنفو على هواء إذاعة ميلودي إف إم، ناقش المحلل السياسي مهند الحاج علي الأحداث الأخيرة في مقاطعة كورسك وتحليل الأوضاع الراهنة في الصراع الأوكراني.
أوضح الحاج علي أن مقاطعة كورسك تحتفظ بمكانة تاريخية كبيرة في روسيا، إذ شهدت عام 1943 واحدة من أعظم معارك الدبابات بين الجيش الأحمر والقوات النازية، والتي انتهت بنصر كبير للجيش الأحمر. اليوم، يشير الحاج علي إلى أن الأوكرانيين، الذين يعتبرون جزءاً من النازيين الجدد، ربما وقعوا في نفس الفخ الذي وقع فيه الألمان خلال الحرب العالمية الثانية. كان الأوكرانيون يهدفون من خلال الهجوم إلى تحسين شروط التفاوض مع الروس، لكنهم لم ينجحوا في تحقيق هذا الهدف.
الحاج علي أضاف أن الجيش الروسي تعامل بفعالية مع الهجوم الأوكراني. فقد استوعب الهجوم وأدى إلى تدمير نصف القوة المهاجمة بواسطة الطيران والصواريخ الروسية. حالياً، ينفذ الجيش الروسي عمليات لتحرير المناطق التي اخترقتها القوات الأوكرانية، ويواصل تطويق المناطق المحاصرة. الحاج علي يرى أن الرئيس بوتين يشعر بالراحة حيال الوضع، ويواصل أداء مهامه الاقتصادية والدبلوماسية دون قلق.
فيما يتعلق بالاستخبارات الغربية، أكد الحاج علي أن الهجوم على كورسك هو في الواقع عمل بريطاني أمريكي أوروبي، وليس هجوماً أوكرانياً خالصاً. وأشار إلى أن هناك مرتزقة فرنسيين وأمريكيين وبريطانيين تم أسرهم خلال الهجوم، وهو ما يدل على أن روسيا قد ترد بقوة على هذا التصعيد.
أما عن المواقف الأمريكية، فقد أكد الحاج علي أن الشارع الأمريكي غير مهتم بشكل كبير بالصراع الأوكراني، بينما يعبر ترامب عن رغبة في إنهاء الصراع سريعاً. في المقابل، يواصل الديمقراطيون دعمهم للأوكرانيين. يتوقع الحاج علي أن يؤدي الرد الروسي على الهجوم على كورسك إلى تغييرات كبيرة في الساحة الأوكرانية، وربما يدفع بوتين إلى اتخاذ قرارات حاسمة بشأن زيلينسكي.
تناول الحاج علي أيضاً المخاوف بشأن المحطات النووية الروسية، مثل تلك في كورسك وزابورجيا. وأوضح أن روسيا سترد بقوة في حال التأكد من وجود استفزازات منظمة، وأن روسيا تمتلك القدرة على الرد النووي إذا لزم الأمر.
أخيراً، أشار الحاج علي إلى أن الحشود الأوكرانية على حدود بيلاروسيا قد تكون محاولة لتحقيق إنجاز إعلامي بدلاً من كونها خطوة ميدانية حقيقية. وذكر أن زيلينسكي، تحت ضغط كبير، يبحث عن أي تقدم إعلامي يمكنه تقديمه، في ظل التقارير التي تشير إلى أن أمريكا تبحث عن بديل له.