معرض اكسبو 2024 الذي انطلق في مدينة المعارض يحمل دلالات تتجاوز كونه مجرد معرض للمنتجات السورية، فهو خطوة هامة تشير إلى التعافي التدريجي للاقتصاد السوري. الدكتور بشار طعمة أكد في حديثه لشبكة شام نيوز إنفو على هواء إذاعة ميلودي إف إم أن اكسبو ليس حدثا اقتصاديا فقط، بل رسالة سياسية عميقة تفيد بأن الصناعة السورية اليوم هي صناعة ذات وزن كبير، وأن هناك شركاء حقيقيين يساهمون في هذا المشهد. رغم التحديات التي تواجه سوريا، من الحصار إلى الحرب، إلا أن اكسبو يبعث برسالة واضحة بأن البلاد قادرة على التعافي.
التعافي كلمة محظورة عندما يتعلق الأمر بالملف السوري. حتى المشاريع الإنسانية والاقتصادية التي تسعى لتخفيف المعاناة الإنسانية تجد نفسها مقيدة بحظر دولي صارم. الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية تجنبت الحديث عن التعافي، مما يعكس صعوبة المشهد السوري. ورغم كل هذا، يصر السوريون على أن يعرضوا للعالم صناعتهم وقدرتهم على الإنتاج، مما يعزز الشعور بالفخر الوطني. الحرب على الإرهاب التي خاضتها سوريا ليست مجرد انتصار عسكري بل أيضا انتصار سياسي، حيث نجحت البلاد في المحافظة على سيادتها رغم التدخلات الخارجية.
اكسبو 2024 ليس مجرد منصة لعرض المنتجات، بل هو انعكاس للصمود الذي أبداه الاقتصاد السوري خلال الحرب. هذا المعرض يشير بوضوح إلى أن الاقتصاد السوري يتعافى بالرغم من الحصار المفروض عليه، وأن القطاع الصناعي، مثل الجيش العربي السوري، هو رمز للفخر الوطني. كما يشير المعرض إلى أن سوريا تمتلك القدرة على مواجهة التحديات الاقتصادية الكبيرة التي يفرضها الحصار والعقوبات الدولية.
في ظل هذه الظروف، لا يمكن النظر إلى اكسبو 2024 بمعزل عن السياق السياسي. سوريا ليست في مرحلة سلام كاملة، فهي لا تزال تخوض حربا اقتصادية وإعلامية ضد الدول التي تفرض الحصار عليها. ولكن المعرض يقدم للعالم دليلا على أن السوريين لم يتوقفوا عن العمل والإنتاج، وأن البلاد قادرة على الاستمرار في بناء اقتصادها بصرف النظر عن التحديات التي تواجهها.
المعرض هو أيضا حدث إعلامي هام، حيث يمكن من خلاله تصحيح الصورة النمطية التي تحاول بعض الوسائل الإعلامية فرضها حول الوضع في سوريا. هذا النوع من الأحداث يمثل فرصة سانحة لإرسال رسائل إيجابية إلى العالم حول قدرة سوريا على التعافي. يعتبر المعرض فرصة هامة ليس فقط للترويج للمنتجات السورية بل أيضا لتقديم صورة جديدة عن البلد، صورة تظهر إرادة قوية في التغلب على التحديات واستعادة مكانتها الاقتصادية والسياسية.
الدكتور طعمة شدد على أن الانتصار العسكري والسياسي يجب أن يتبعه انتصار اقتصادي متكامل. الصناعات السورية لا تواجه فقط تحديات التصنيع والتطوير، بل تقاوم أيضا الضغوط الخارجية والحصار الاقتصادي الذي يهدف إلى إضعافها. ومن خلال تنظيم اكسبو، ترسل سوريا رسالة واضحة للعالم بأنها قادرة على الاستمرار في الإنتاج والابتكار رغم كل القيود المفروضة عليها.
الحرب الاقتصادية التي تخوضها سوريا هي ربما الأشد وطأة، إذ تستهدف القوت اليومي للمواطن السوري. ومع ذلك، فإن تنظيم هذا الحدث الكبير يعكس إصرار البلاد على مواجهة هذه الحرب بكل الوسائل المتاحة. أكسبو 2024 هو بمثابة نافذة يطل منها السوريون على العالم ليعرضوا قدراتهم وإمكاناتهم في مجال الصناعة والإنتاج، وليثبتوا أن البلاد تمتلك إرادة قوية وقدرة ذاتية على تجاوز المحن.