اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدناً وبلدات متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، وشنّت حملة اعتقالات طاولت العشرات، فيما أصيب ثلاثة مستوطنين في عملية أطلاق نار قرب مدينة أريحا.
وأحد المستوطنين الثلاثة على الأقل أحدهم إصابته خطيرة. وكانت عملية إطلاق نار وقعت في منطقة الأغوار بالقرب من بلدة العوجا.
وأطلقت عناصر النار باتجاه حافلة ومركبتين قرب بلدة العوجا في أريحا، قبل ان ينسحبوا.
وعقب ذلك أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطرقات المؤدية إلى أريحا ومداخل المدينة.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن منفذ العملية كان يرتدي زيّ الجيش الإسرائيلي وقناعًا، ويحمل سلاحًا طويلًا، ووقف على الطريق وقام بإطلاق النار نحو السيارات.
واستدعى الجيش الإسرائيلي وحدة «مرعول» ووحدة «دوفدفان» لمطارد منفذ العملية الذي فر من المكان.
ونصب الاحتلال حواجز عسكرية وفتّش مركبات المواطنين ودقق في هوياتهم، فيما شاركت طائرة مروحية لجيش الاحتلال في البحث عن المنفذين.
وتأتي العملية بعد تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، حيث أشارت تقارير فلسطينية إلى أن الشهر الجاري شهد ما يقرب من (138) عملاً مقاوماً في الضفة والقدس والداخل المحتل.
كما تأتي في الوقت الذي توسع إسرائيل فيه مصادراتها للأراضي التي يمتلكها فلسطينيون وتتبع المدن والقرى الفلسطينية في غور الأردن.
ونتج عن العمليات حسب «مركز معلومات فلسطين – مُعطى» مقتل إسرائيلي وإصابة 11 آخرين. وقال المركز إن «9 شهداء فلسطينيين» ارتقوا. ويشير تصنيف العمليات إلى وقوع (32) إطلاق نار واشتباكا مسلحا، وعمليتي طعن، و(13) عملية بالعبوات الناسفة، و7 عمليات إعطاب آليات عسكرية ومركبات مستوطنين، و24 عملية صد لاعتداءات المستوطنين.
وبعد العملية أفادت إدارة هيئة المعابر والحدود في مدينة أريحا، بأن معبر الكرامة أغلق أمس الخميس، في كلا الاتجاهين ولم يمر أي مسافر عبره.
وذكؤ المصدر أنه في ساعة مبكرة صباح أمس، كانت حقائب المسافرين قد نقلت إلى الطرف الأردني، ولدى الاستعداد لبدء تسيير حافلات المسافرين، تم إبلاغهم من الطرف الإسرائيلي بإغلاق الجسر لهذا اليوم، وإرجاع الحقائب.
وداهم جيش الاحتلال غالبية منازل بلدة العوجا ومحالها التجارية، وقام بعمليات تفتيش وتخريب في الممتلكات، كذلك صادر بعض الأموال
وأضاف المصدر أن المسافرين وبعد انتظار لساعات في قاعة المعبر غادروا المكان، ومن غير الواضح إن كانوا قد وصلوا إلى منازلهم في مختلف المحافظات في ظل إغلاق مدينة أريحا.
وبيّن أنه من الطرف الأردني توجهت عدة حافلات للمسافرين إلى فلسطين، لكنها علقت في نقطة قبل معبر «اللنبي» الإسرائيلي حتى منتصف (أمس)، قبل أن تعود أدراجها صوب جسر الملك حسين.
وقال رئيس بلدية العوجا فخري النجوم، إن قوات الاحتلال داهمت البلدة في ساعة مبكرة عقب عملية إطلاق النار، وشرعت بحملة مداهمة وتفتيش. وأوضح بأن جيش الاحتلال داهم غالبية منازل البلدة ومحالها التجارية، وقام بعمليات تفتيش وتخريب في الممتلكات، كذلك صادر بعض الأموال. وأضاف أن جيش الاحتلال قام بتفتيش كاميرات المراقبة، وحقق ميدانيًا مع عدد من الشبان، وأن هناك حالات اعتقال لم تتضح بعد صورتها النهائية. وأكد أن المحال التجارية المنتشرة على طرفي شارع «90» الذي يمر من وسط البلدة مغلقة بالكامل، والحركة شبه معدومة، باستثناء عمل المخبز.
وقال رئيس بلدية أريحا عبد الكريم سدر إن إجراءات الاحتلال المشددة طالت مدينة أريحا، حيث أغلق الاحتلال مداخلها الأربعة بشكل كامل وأقام عليها حواجز عسكرية، وإن عشرات المركبات ومئات المواطنين عالقون على هذه الحواجز، ويقوم جنود الاحتلال بالتدقيق في هويات المواطنين وتفتيش المركبات.
وأكد أن هذه الإغلاقات وفي شهر رمضان أثّرت بشكل كبير على مدينة أريحا وعلى حركة المواطنين.
اعتقالات
وأغلقت قوات الاحتلال حاجزي الحمرا وتياسير العسكريين في الأغوار الشمالية.
وقالت مصادر محلية إن الاحتلال أغلق الحاجزين بكلا الاتجاهين؛ بحجة إطلاق النار على حافلة للمستوطنين قرب قرية العوجا، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة.
واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان، وأغلقت جميع المداخل المؤدية إلى مدينة أريحا، وبلدة العوجا شمالا.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت كلا من الشقيقين شريف وعفيف جلال رشادة، وسند علي رشايدة، بعد الاعتداء عليهم بالضرب، أثناء رعيهم الأغنام في منطقة راس العوجا شمال مدينة أريحا.
وأضافت أن قوات الاحتلال أغلقت كافة المداخل الحواجز المقامة عند مدخل مدينة أريحا، وبلدة العوجا شمالا بالاتجاهين، وشددت من إجراءاتها العسكرية، ونشرت دوريات مكثفة لمركباتها ووحداتها الخاصة برفقة مروحية، ونفذت أعمال بحث وتمشيط واسعة في أريحا والأغوار.
وفي سياق متّصل، أصيب مواطنان فلسطينيان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامه مدنًا وبلدات في الضفة الغربية. وقالت جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» إن طواقمها «تعاملت مع إصابتين بالرصاص الحي خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم قلنديا للاجئين شمالي القدس».
والإصابتان هما واحدة في الظهر، والأخرى في الأطراف السفلية. ونفّذ جيش الاحتلال اقتحامات في مخيم قلنديا شمالي القدس، ومدينة ومخيم جنين، وبلدة شويكة في محافظة طولكرم، وبلدات في محافظتي الخليل وبيت لحم.
واقتحمت قوة إسرائيلية مخيم قلنديا للاجئين شمالي القدس، حيث اندلعت مواجهات مع مواطنين. واستخدم الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز خلال العملية.
كما اقتحم حي شويكة في مدينة طولكرم، وشنّ عمليات دهم في عدد من المنازل، واعتقل عددًا من المواطنين.
اقتحام جنين ونابلس
واقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء من مدينة جنين، وحاصرت منزلًا في مخيمها قبل أن تعتقل أحد ساكنيه، ووقع اشتباك مسلح بين مقاومين وجيش الاحتلال.
وأكدت مصادر محلية أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال قوامها عشرات الآليات ترافقها جرافات، اقتحمت المدينة والمخيم من عدة محاور، وأن قوات راجلة انتشرت في المخيم ومحيطة، كما نصبت قوات الاحتلال القناصة على أسطح البنايات، فيما داهم جنود الاحتلال عدة منازل وعبثوا في محتوياتها.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال حاصرت أحد المنازل في المخيم وطلبت ممن في داخله عبر مكبرات الصوت تسليم أنفسهم، وهددت بقصف المنزل، واعتقلت الشاب سامر الفايد من المنزل المحاصر. وذكرت أن قوة خاصة من جيش الاحتلال كانت تسللت إلى المخيم، واكتشف أمرها ودارت اشتباكات، حيث دفعت قوات الاحتلال في أعقابها بتعزيزات عسكرية.
وفي نابلس، أصيب، شاب برصاص الاحتلال خلال اقتحام مدينة نابلس.
وقال الناطق باسم الهلال الأحمر، أحمد جبريل، ان طواقم الإسعاف تعاملت مع إصابة شاب (23 عاما)، برصاص الاحتلال في الفخذ، خلال مواجهات في منطقة رفيديا في مدينة نابلس.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس، وحاصرت إحدى العمارات، وداهمت منزلا في منطقة رفيديا، وأجرت تحقيقا ميدانيا مع أحد المواطنين قبل انسحابها
كما اعتقلت مواطنين لدى اقتحام مدينة طولكرم.
وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة بعدة آليات وجابت عدة أحياء، واعتقلت المواطنين جمال حدايدة (56 عاما)، وعدي أبو شيخة، عقب مداهمة منزليهما.
وفي بيت لحم، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على أحد المساجد في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم.
وأفاد مصدر محلي بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت داخل مسجد «أسامة بن زيد» في منطقة «خربة الدير» وفي محيطه، أثناء تأدية المواطنين صلاة التراويح، ما أدى إلى حالة من الهلع والخوف. وأضاف أن قوات الاحتلال أغلقت مداخل بلدة تقوع كافة. وفي نابلس، شيّعت جماهير حاشدة جثمان الشهيد وليد الأسطة حيث انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى رفيديا، بمشاركة ممثلين عن الفعاليات الرسمية والشعبية، والوطنية باتجاه منطقة الدوار، ومن ثم إلى المقبرة الشرقية.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير أن عمليات الاعتقال تركزت في محافظة الخليل، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات رام الله، طولكرم، جنين، سلفيت، والقدس. وأضافا أنّ حصيلة الاعتقالات بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بلغت أكثر من (7845)، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.