في حديثه حول الاستعداد الإيراني لمواجهة محتملة مع إسرائيل، ناقش المحلل السياسي الدكتور حسام شعيب مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم عددا من التطورات الجيوسياسية المرتبطة بالتحركات الأمريكية والإسرائيلية والردود الإيرانية والروسية. شعيب أشار إلى أن زيارة الجنرال كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، إلى إسرائيل ليست مجرد زيارة اعتيادية، بل قد تكون جزءا من التنسيق الاستراتيجي لتحديد ردود الأفعال المستقبلية. وأوضح أن الأمريكيين يقفون أمام معضلة مزدوجة، حيث يسعون للضغط على إيران دون أن يدفعوا بالأمور نحو حرب شاملة، إذ يدركون أن أي حرب مع إيران لن تبقى محصورة بين الطرفين، بل ستشمل المكون الشيعي في العالم بأسره في مواجهة مباشرة مع المصالح الأمريكية.
شعيب أوضح أيضا أن الأمريكيين يخشون على مصالحهم في المنطقة أكثر من خشيتهم على إسرائيل، مضيفا أن العراق قد يستنفر في حال تصاعدت الأمور، نظرا لأن حركات المقاومة في العراق مدعومة بشكل مباشر من إيران. في المقابل، أظهرت روسيا موقفا واضحا عبر التنسيق الاستخباراتي مع إيران، حيث أكدت على أنها لن تسمح بتوسيع نطاق الحرب في سوريا، مشيرة إلى أنها ستدعم إيران إذا اندلعت المواجهة.
وفي حال تصاعد التصعيد إلى حرب شاملة، يؤكد شعيب أن هذه الحرب ستكون كارثية على جميع الأطراف، حيث لن يكون هناك رابح واضح. إسرائيل قد تدخل الحرب ولكنها لن تتمكن من الخروج منها دون خسائر فادحة، كما هو الحال مع لبنان وسوريا والعراق واليمن. الخاسر الأكبر في هذه المعادلة سيكون المواطن العادي في المنطقة، بينما ستظل الولايات المتحدة مرتاحة لأنها لن تدفع ثمن هذه الحرب من جيبها الخاص. وبدلاً من ذلك، قد تستخدم الحرب كوسيلة لإشغال المنطقة دون أن تصل إلى حرب عالمية كاملة، لكنها ستكون أكبر من مجرد حرب إقليمية.
وفيما يتعلق بمصالح الولايات المتحدة من هكذا حرب، أوضح شعيب أن الهدف الأساسي هو وقف الصعود الصيني الذي بات يمثل تهديدا استراتيجيا لها، حيث يسعى الأمريكيون للتركيز على احتواء الصين وتوجيه أنظارهم نحو المحيط الهادئ. وأضاف أن الصين أعلنت بوضوح أنها ستتحرك إذا دخلت الولايات المتحدة في حرب مع إيران أو دعمت إسرائيل بشكل مباشر.
شعيب شدد أيضا على أن الفوضى التي تسعى واشنطن لخلقها في الشرق الأوسط تهدف إلى الحفاظ على مناخ يسمح لها بالسيطرة على النظام الدولي، ومنع العالم من التحول إلى نظام متعدد الأقطاب تقوده الصين وروسيا. من جانبه، يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لتحقيق مكاسب سياسية من خلال إطالة أمد الحرب، حيث استعاد شعبيته بعد أن كانت تتراجع بفعل سياساته الداخلية.
من جهة أخرى، أشار شعيب إلى أن الولايات المتحدة، التي لم تعد تعتمد على نفط الخليج بسبب استغلال النفط الصخري، ليست معنية بمستقبل دول المنطقة بقدر ما يهمها منع أي صعود اقتصادي أو عسكري للصين. أمريكا تسعى للبقاء خارج دائرة الحروب المباشرة، حتى وإن دعمت حلفاءها بالأسلحة والصواريخ والطائرات، لكنها لا ترغب في الانخراط مباشرة في أي مواجهة مع روسيا أو الصين، وربما حتى مع إيران.
ختاما، يرى شعيب أن الولايات المتحدة تسعى دائما لخلق فرص لبيع الأسلحة، حيث أن أمريكا تتكون في الأساس من مجموعة من الشركات الكبرى التي تبحث عن أسواق جديدة لمنتجاتها. الحرب، سواء في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر، تمثل فرصة كبيرة لزيادة مبيعات الأسلحة الأمريكية، تماماً كما استفادت أمريكا من الحرب العراقية الإيرانية سابقا.