باعتبار أن زيت الزيتون، مادة أساسية في الحياة المعيشية للمواطن في سورية، فمن الطبيعي أن يزداد الطلب على شرائه مع بداية موسم إنتاجه في اللاذقية.
ومع بدء عمليات عصر الزيتون في المحافظة الساحلية، تشهد أسعار الزيت ارتفاعاً ملحوظاً بالتزامن مع قرار رئاسة الحكومة بتصدير كميات منه إلى خارج سورية.
ورأى عدد من مزارعي الزيتون في اللاذقية، أن الزيت كما باقي المواد الأساسية والغذائية تتأثر بمبدأ العرض والطلب، كما أنها مادة مكلفة من حيث الإنتاج، فإن إنتاج الزيتون بدءاً من الزراعة حتى القطاف، بات عملية مكلفة لجيب الفلاح بشكل عام.
وفي حال لم يربح الفلاح من زراعة الزيتون وعصر الزيت، لن يكمل عمله الإنتاجي وبالتالي خسارة كبيرة للقطاع الزراعي على مستوى الوطن، ومن هذا المنطلق يحرص الفلاح على الاهتمام بالشجرة المباركة وجني محصولي الزيتون والزيت كل موسم مع هامش ربح بسيط يبقيه قادر على الاستمرار بالعمل في أرضه.
وينوه أحد المزارعين بأن الإنتاج المحلي يغطي حاجة السوق ويزيد عنها، ما جعل الحكومة تسمح بتصدير 10 آلاف طن من الكميات المنتجة في سورية إلى الخارج، وهذا لن يؤثر على الأسعار لأنها مرتفعة بالأساس نتيجة تكاليف الإنتاج، وقد وصل سعر غالون الزيت ( 18 ليتراً ) في اللاذقية إلى مبالغ كبيرة تتراوح بين 1،2 مليون ليرة إلى 1،5 مليوناً.
ونجد أن هناك تباين بين آراء بعض الفلاحين لناحية التصدير، منهم من رأى أنه قرار إيجابي لناحية المنافسة في تحسين الإنتاج المحلي بما يلبي الحاجة الداخلية والخارجية على حد سواء، مقابل آراء أخرى تعتبر أن قرار التصدير سيزيد من الأسعار واحتكار المادة في السوق المحلية.
وحذر عدد من المزارعين من تأثير عمليات الاحتكار على سعر مبيع الزيت في السوق خلال الفترة القادمة، مشيرين إلى أن هناك تجار يستغلون حاجة الفلاح ويشترون كميات بغرض تخزينها للتحكم بسعرها بعد الموسم.
وفي تصريح سابق لـ”شبكة أخبار الشام”، كان قد أكد مدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا أن (إنتاج الزيتون لهذا العام يعد إنتاجاً جيداً مقارنة بالظروف المناخية وضعف تخديم المحصول) إذ بلغت تقديرات إنتاج الزيتون في محافظة اللاذقية لهذا الموسم حوالي 50،5 ألف طن قسم جيد منها يتم تحويله إلى زيت في معاصر الزيتون يتم إحصاؤها نهاية الموسم.
وتبلغ المساحة المزروعة بأشجار الزيتون في اللاذقية حوالي 48،5 ألف هكتاراً، فيها 10،6 مليون شجرة زيتون على مستوى المحافظة بشكل إجمالي، وتعمل بهذه الزراعة نحو 50 ألف عائلة في المحافظة.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info