في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، تحدث الدكتور أسامة دنورة حول احتمالات استهداف إيران من قبل إسرائيل كرد فعل انتقامي على ضربة محتملة. أشار دنورة إلى أن الولايات المتحدة تحاول إقناع إسرائيل بتجنب الضربات العسكرية والاستعاضة عنها بالعقوبات الاقتصادية، إلا أن إسرائيل قد تلجأ إلى أحد أشكال الضربات، وقد تكون مخففة إذا أردنا التفاؤل، أو قد تأتي كرد على حلفاء إيران لتجنب المواجهة المباشرة معها.
أوضح دنورة أن الأمريكيين قد يحاولون ترتيب رد إسرائيلي مضبوط قد يتضمن رسائل تطمينية لإيران لتفادي ضرب مواقع معينة، لكن من المستبعد أن تقبل إيران بمثل هذه التطمينات، وأنها قد ترد بضربة مضادة في ذات الوقت.
فيما يتعلق بطرح البرلمان الإيراني تغيير العقيدة النووية للبلاد، أشار دنورة إلى أن روسيا أيضاً اعتمدت عقيدة نووية جديدة، مشيراً إلى أن العالم يمر بمخاض نظام جديد، وأن النظام القديم يعتمد على السلاح النووي، السلاح الاقتصادي، الإعلام، والإرهاب لفرض هيمنته. بالتالي، يجب إيجاد توازن في الردع بين هذه القوى.
وحول قدرة إيران على الدخول في مجال الردع النووي، أوضح دنورة أنه لا يملك معلومات حول تطور البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن إيران لا تسعى لتطوير برنامج عسكري نووي.
تناول دنورة أيضاً ما نشرته بعض الصحف الغربية عن احتمالية أن تكون ردود إيران أقوى لو امتلكت قوة نووية. أكد دنورة أن الردع الاستراتيجي لمحور المقاومة يعتمد على السلاح التقليدي، الذي قد يلامس نفس مستوى الردع النووي دون الحاجة إليه. وأضاف أن المواجهة الشاملة قد تؤدي إلى كارثة عالمية تشمل اشتعال الخليج وضرب مضيق هرمز.
حول مناورات الناتو النووية والتهديدات النووية، أكد دنورة أن الردع النووي هو مفهوم ردع مطلق، وأن أحداً لا يستخدم السلاح النووي إلا للردع وليس للاستخدام الفعلي. أشار إلى أن زيادة مستوى الردع الروسي قد يدفع الولايات المتحدة للتلويح برفع مستوى ردعها أيضاً. إلا أن حلف الناتو يتجنب إدخال أوكرانيا في إطار الحلف تفادياً للوصول إلى حافة الحرب النووية، وهي نتيجة لا يريدها أحد.
أشار دنورة إلى التجارب السابقة في الثمانينيات عندما عرضت روسيا صواريخ “إس إس عشرين” في الساحة الحمراء، ما تسبب في حالة من الهلع لدى الأوروبيين. كما أوضح أن هذه المواجهة النووية المحتملة تشكل تهديداً مشتركاً لا يرغب فيه أحد، نظراً لما يمكن أن ينجم عنها من دمار شامل.
وحول التطورات في أوكرانيا، أوضح دنورة أن روسيا، عندما تجد نفسها في موقف دفاعي عن أرضها، تكون أقرب إلى استخدام الخيار النووي. رغم ذلك، يبقى هذا الخيار مستبعداً، لكنه يظل خياراً مطروحاً عندما يكون الدفاع عن الوجود على المحك.