في حديث خاص لشبكة شام نيوز عبر إذاعة ميلودي إف إم، صرح الدكتور سليم حربا، العميد المتقاعد والخبير بالشؤون العسكرية، بأن إسرائيل تعيش حالة من “فائض النشوة” التي استمدتها من نجاحها في بعض العمليات ضد المدنيين والدعم الكبير من الولايات المتحدة. هذه النشوة تدفعها للتمادي في طموحات غير واقعية، كما ظهر بوضوح خلال عدوانها المستمر على غزة، الذي فشل في تحقيق أهدافه رغم التدمير والقتل الذي خلفه.
وأضاف حربا أن إسرائيل، بقيادة نتنياهو، لم تتعلم من تجارب القادة السابقين مثل شارون وأولمرت، حيث عجزوا عن تحقيق أهدافهم الاستراتيجية في المنطقة. المقاومة، التي كانت أضعف مما هي عليه الآن في 2006، نجحت في التصدي لإسرائيل التي كانت أقوى في ذلك الوقت، وأسقطت مشاريع السيطرة الإسرائيلية في الشرق الأوسط.
وأكد حربا أن الردع الوحيد الذي يفهمه الكيان الإسرائيلي هو الرد العسكري، مشيراً إلى أن إسرائيل تواجه استنزافاً اقتصادياً واجتماعياً خطيراً، حيث بدأت أكثر من مليون مستوطن بالهجرة. وعلاوة على ذلك، فإن نسبة كبيرة من الشركات التكنولوجية غادرت فلسطين بسبب الوضع المتأزم، في ظل الهجمات المستمرة التي يشنها حزب الله على منشآت صناعية وعسكرية إسرائيلية. ورغم أن إسرائيل لم تصل بعد إلى خسائر بشرية كبيرة، إلا أن الاستنزاف الاقتصادي والعسكري يهدد استمراريتها، خاصة في ظل نقص الذخائر وتزايد حالة الرعب بين المستوطنين.
وأشار إلى أن المقاومة اللبنانية لم تستخدم بعد إلا جزءاً صغيراً من قدراتها الصاروخية، رغم المعلومات التي تروجها إسرائيل حول تدمير قدرات حزب الله. واستشهد حربا بالمعلومات التي تدل على أن المقاومة ما زالت تمتلك ترسانة من الصواريخ البعيدة المدى والأكثر تدميراً، التي لم تدخل بعد في المعركة.
وفي سياق حديثه عن الولايات المتحدة، أوضح حربا أن الإدارة الأمريكية تحاول الحفاظ على ما تبقى من هيبة إسرائيل، وتسعى للتدخل فقط عندما تجد أن مصالحها في خطر. وأكد أن الولايات المتحدة، رغم إرسالها منظومات دفاعية مثل “ثاد”، تدرك أن إسرائيل لن تستطيع تحقيق أهدافها في غزة أو في أي جبهة أخرى.
اختتم حربا حديثه بالإشارة إلى أن معركة الصواريخ الحقيقية لم تبدأ بعد، وأن المقاومة، رغم التوقعات بطول الحرب، ستفرض في نهاية المطاف واقعاً جديداً على إسرائيل، التي ستضطر لطلب تسوية من الولايات المتحدة عندما تجد نفسها عاجزة عن مواجهة الهجمات.