واشنطن تشن حملة دعاية مضللة ضد روسيا لتغطية هزائم نظام زيلينسكي، وتتبنى مزاعم إسرائيل بشأن الأونروا التي تعد شريان حياة للفلسطينيين.
إكذب، ثم إكذب، ثم إكذب، فلا بدّ أن يعلق بعض الكذب في الأذهان. هذه هي النظرية الإعلامية النازية التي اعتمدها غوبلز خلال الحرب العالمية الثانية، والتي تستخدمها اليوم الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن لتعويم نظام زيلينسكي النازي من جديد كتعويض عن الهزائم التي لحقت بقواته مؤخرا. كما أن هذه الإدارة تستخدم الخداع والمراوغة لدعم إسرائيل في حربها المجنونة على غزة، ولا شك أن هدف الغرب الرئيسي من هذا الضخ الإعلامي الكاذب وبهذه الدرجة المفضوحة يتمثل بمحاولة إخفاء وطمس الانتصارات الروسية والإنجازات التي يحققها الجيش الروسي في أرض المعركة، وخاصة بعد نجاح الدبلوماسية الروسية خلال قمة البريكس وتقديمها موقفًا روسيا متماسكا وقويا وفاعلا فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا.
حملة التكاذب الغربية ظهرت أيضا بدرجة أقل من خلال موقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل التي تنفذ مشروع طمس القضية الفلسطينية وكل مقومات الحياة للشعب الفلسطيني عبر سلسلة إجراءات وخطوات خطيرة وكارثية، كان آخرها اتهام إسرائيل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا بأنها تعمل لصالح حركة حماس وأن بعض المراكز التابعة للوكالة تضم مخازن أسلحة ومقرات عسكرية للمقاومة الفلسطينية. وقد تبنت واشنطن وألمانيا وعدد من الدول الغربية المزاعم الإسرائيلية واتخذت قرارات كارثية بوقف تمويلها لهذه الوكالة التي تعد شريان الحياة بالنسبة للفلسطينيين في الضفة والقدس وقطاع غزة.
ولذلك استخدم كيان الاحتلال مثل هذه الأكاذيب في حملة بروباغندا إعلامية لإعلان الحرب على الأونروا وعلى الأمم المتحدة نفسها من خلال منع الأمين العام للأمم المتحدة من دخول إسرائيل بتواطؤ مفضوح من الدول الغربية والولايات المتحدة التي تسعى منذ سنوات لتقويض عمل المنظمة الدولية لتنفيذ مشاريع الهيمنة، ووصل الأمر إلى حد سن الكنيست الصهيوني قرارا بتعليق عمل الوكالة الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في خطوة تهدف إلى وقف عمل الوكالة بشكل كامل في قطاع غزة.
فحرب التضليل والكذب التي ينتهجها الإعلام الغربي ضد روسيا والفلسطينيين لا تقل خطورة عن خطر الصواريخ والقنابل التي تزودها واشنطن وحليفاتها لنظام زيلينسكي وحكومة نتنياهو لمواصلة حربهما في أوكرانيا وغزة، إلا أن صورة المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين تبهج الغرب الذي يبرر للاحتلال هذه المجازر والجرائم. أما في أوكرانيا، فإن الصورة معاكسة، فالغرب يحاول أن يعوض عن الهزائم التي لحقت بنظام زيلينسكي بنشر كم هائل من الأخبار والتقارير والأفلام الكاذبة والمفبركة. كما تدفع الانتصارات الروسية الغرب للتعويض عن فشله بسن المزيد من القوانين والإجراءات وفرض العقوبات ضد روسيا وإرسال الأموال والأسلحة إلى نظام كييف والمرتزقة. ولولا هذه الإجراءات والأعمال الغربية التي ينخرط فيها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان وعشرات الدول الحليفة لأمريكا، لما استطاع نظام زيلينسكي أن يستمر إلى الآن مهما كانت الدعاية الغربية الكاذبة لتعويمه.
صحيح أن الغرب يكذب حول ما يجري في قطاع غزة وما يجري في الشرق الأوسط، ولكن الدعاية الغربية الكاذبة تصبح أكثر خطورة ومكشوفة أيضا عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا، لأن الغرب يريد أن يغطي الحقيقة التي تفرضها الانتصارات التي يحققها الجيش الروسي بالأكاذيب والتضليل الإعلامي المقيت وتلميع صورة نظام زيلينسكي لكي يطيل أمد الحرب حتى آخر جندي أوكراني.