أصبح الوضع الإقليمي أكثر تعقيدا عقب الضربات الإسرائيلية على إيران، حيث وصف المحلل السياسي أحمد رفعت يوسف ذلك خلال حواره مع برنامج المحلل عبر إذاعة ميلودي إف إم. أشار أحمد يوسف إلى أن وقف القتال بات شبه مستحيل، مؤكدا على فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها منذ بداية العدوان. وأوضح أن إسرائيل لم تعد قادرة على وقف القتال، حيث لم تحقق أي من الأهداف التي وضعتها منذ انطلاق عملياتها.
عند الحديث عن عدم قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها في غزة، أضاف يوسف أن استمرار الحرب هو الخيار الوحيد المتاح أمامها، حيث تسعى إسرائيل إلى جر الولايات المتحدة لتكون في واجهة القتال ضد إيران ومحور المقاومة. وأكد أن إسرائيل كدولة وحكومة لا تستطيع إنهاء الصراع.
في سياق الحديث عن الخوف الذي يحمله العدوان الإسرائيلي تجاه إيران، أكد يوسف أن نتائج هذا العدوان يمكن فهمها من خلال تحليلات المحللين الإسرائيليين، الذين يعترفون بأن ما قامت به إسرائيل يعتبر عملا هزيلا يدل على ضعفها، وليس على قوتها.
وحول توسيع الحرب، أشار يوسف إلى أن التخوف الأمريكي من اتساع الصراع يعود إلى أن الولايات المتحدة تواجه تراجعا في قوتها. فقد اعتبر يوسف أن منطقة غرب آسيا، وخاصة بلاد الشام، كانت تاريخيا نقطة توازن استراتيجي تحدد ميزان القوى. لذا، فإن الولايات المتحدة قلقة من تعرض قواعدها لتهديدات حقيقية قد تضطرها للانسحاب، كما حدث في أفغانستان.
كما شدد يوسف على أن الولايات المتحدة ستخسر هذه الحرب، حيث لم تعد قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية بحجم تلك التي نفذتها في العراق وأفغانستان. فقد فقدت الكثير من قوتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وأصبح دورها كدولة عظمى في تراجع. وأكد أن هناك ارتباطا وثيقا بين التراجع الأمريكي والتراجع الأوروبي، حيث لا يمكن فصل ما يحدث في الولايات المتحدة عن أوروبا.
اعتبر يوسف أن منظمة البريكس تعد مؤشرا على تراجع أمريكا، مشيرا إلى أن العالم يتجه نحو نظام متعدد الأقطاب، مما يعني انتهاء دور الولايات المتحدة كقطب وحيد. وفيما يخص العدوان الإسرائيلي على إيران، أكد يوسف أن ردود الفعل الإيرانية تشير إلى أن الضربة كانت أكثر دلالة إعلامية من كونها عسكرية، مضيفا أن الاتصالات المكثفة قبل العدوان تشير إلى ضعف إسرائيل.
حول دلالات إدانات دول الخليج للعدوان الإسرائيلي، رأى يوسف أن من غير المعقول أن تؤيد أي دولة هذا العدوان، موضحا أن الإعلام الخليجي يميل إلى تبني وجهة النظر الإسرائيلية بطريقة تفوق الإعلام الإسرائيلي نفسه.
في نهاية حديثه، استبعد يوسف إمكانية أي انتصار لإسرائيل في هذه الحرب، مشيرا إلى أن الخسائر التي تتكبدها في لبنان والضفة الغربية تشير إلى ضعفها. وأكد أنه لا توجد إمكانية للتسويات، حيث أن الصراع يزداد تعقيدا، وأن المقاومة الفلسطينية واللبنانية ترفض أي محاولات للتسوية لا تحقق الشروط اللازمة. كما أشار إلى مناورات اليمنيين التي تؤكد تماسك الجبهات.
وحول محاولة الولايات المتحدة لضبط الإيقاع قبيل الانتخابات، أوضح يوسف أن أمريكا تسعى لتجنب تصعيد الصراع إلى مواجهة مباشرة قد تؤدي إلى خسائر كبيرة، مما يستدعي ضبط الأمور حتى لا تتطور إلى مواجهة قد تضر بمصالحها.