في حديثه مع شبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، تناول الإعلامي والكاتب مصطفى المقداد، نائب رئيس اتحاد الصحفيين سابقاً، دلالات اختيار الشيخ نعيم قاسم أميناً عاماً لحزب الله بعد اغتيال السيد حسن نصر الله. بدأ المقداد حديثه بتوجيه التحية للمقاومة ولكل من يقف في الميدان دفاعاً عن القضية، مؤكداً أن هذه المعركة مع إسرائيل هي معركة وجود مستمرة لن تتوقف إلا بالانتصار على العدو. وأوضح أن اختيار الشيخ نعيم القاسم لقيادة الحزب بعد عملية الاغتيال يرسل رسالة واضحة أن حزب الله مؤسسة مترابطة، تعتمد على نظام داخلي يضمن استمرار القيادة، وأن اغتيال شخصية كاريزماتية مثل السيد نصر الله لن يعطل مسيرة الحزب، بل يؤكد على قوته التنظيمية وقدرته على التصدي للتحديات.
وأشار المقداد إلى أن الشيخ نعيم قاسم، الذي شغل منصب نائب الأمين العام لسنوات عديدة، يتمتع بحضور سياسي وشعبي واسع، وكان وجهاً بارزاً يمثل الحزب في الداخل والخارج. ورغم أن قاسم ليس من خلفية عسكرية، فقد كان من أبرز الصقور داخل الحزب، بفضل مواقفه الصارمة وأفكاره الثابتة. وتابع المقداد بالقول إن قاسم، الذي كان مدرساً في وزارة التربية اللبنانية، يُعرف بثقافته الواسعة وارتباطه العميق بالمقاومة، حيث انخرط في العمل المقاوم قبل السيد نصر الله نفسه، ما يعكس إلمامه العميق بقضايا الحزب وولاءه التام لها.
كما تطرق المقداد إلى محاولات إسرائيل المستمرة للنيل من حزب الله من خلال الهجمات الجوية والاغتيالات، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية لم تُضعف الحزب، بل زادت من قدرته على الصمود والتخطيط لمواجهات دقيقة ومنهجية. فقد استعد الحزب لمواجهة طويلة الأمد منذ تأسيسه عام 1983، مما جعله صامداً أمام الهجمات الإسرائيلية بفضل دعم دولي ومحلي مستمر.
وعن إمكانية قبول حزب الله لحل سياسي أو هدنة مؤقتة، في ظل تأكيدات المسؤولين الأمريكيين على ضرورة التوصل لترتيب دبلوماسي، رأى المقداد أن الحزب قد ينظر إلى التفاوض كخيار استراتيجي ضمن شروط تحفظ قوته ونفوذه. وأشار إلى أن هناك محاولات أمريكية لتقديم حل سياسي يتيح فترة من الهدوء وإعادة المهجرين، لكن نتنياهو يستغل ذلك لكسب أصوات الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة، بينما يحاول الديمقراطيون تحقيق إنجاز سياسي يدعم مرشحتهم كاميلا هاريس في الانتخابات المقبلة.
وفيما يتعلق بالشروط الإسرائيلية المستحيلة لحزب الله، مثل إقامة منطقة عازلة بعمق 60 كيلومتراً، أوضح المقداد أن الحزب اليوم يواجه تحديات متعددة، ليس فقط مع إسرائيل، بل أيضاً مع بيئته ومؤيديه المهجرين من الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية والبقاع. رغم ذلك، فإن الحزب مستمر في تقديم الدعم للمهجرين ومساعدتهم على الصمود. وأكد المقداد أن الحلول التوافقية التي تحاول القوى الدولية فرضها تهدف إلى إضعاف الحزب وجعله تابعاً للدولة اللبنانية، وهو أمر يراه مستحيلاً في ظل الواقع اللبناني المعقد.
كما أشار المقداد إلى احتمال قبول نتنياهو بوقف إطلاق نار مؤقت مقابل تبادل الأسرى، ومحاولة فصل جبهتي لبنان وغزة عبر المفاوضات، وهو ما تعتبره إسرائيل جزءاً من استراتيجيتها لتجنب مواجهة شاملة. واختتم المقداد حديثه بالإشارة إلى أن عمليات الاختراق التي تعرض لها الحزب، سواء عبر الحرب الإلكترونية أو الاستخباراتية، تعكس حجم التحديات الأمنية التي يواجهها، ولكنه لا يزال قادراً على الحفاظ على قوته التنظيمية والتصدي لأي تهديد.