الأوضاع في الجنوب السوري محورية للغاية، خاصة مع الضغوط المستمرة التي يمارسها كيان الاحتلال الإسرائيلي. وفي حديثه لشبكة شام نيوز إنفو على هواء إذاعة ميلودي إف إم، أشار مهند الحاج علي إلى أن خطر العدوان الإسرائيلي لا يزال قائماً، وأن مساعي تصعيد الأوضاع قد تتصاعد في حال قرر نتنياهو اتخاذ خطوات متسرعة. ورغم محاولات إسرائيل إقحام الجانب الروسي في تسوية مع سوريا، فإن روسيا أكدت مراراً أنها لن تسمح باستخدام قواعدها في سوريا لدعم تسليح حزب الله، مشيرة إلى أن الاقتراب من حدود سوريا خط أحمر. وفي هذا السياق، أضاف الحاج علي أن الرسائل من روسيا وإيران كانت واضحة لإسرائيل وللولايات المتحدة، مؤكدين أن أي اعتداء على سوريا لن يمر دون رد قوي من محور المقاومة.
وقد شدد الحاج علي على أن المقاومة في المنطقة قد تكون مستعدة للرد على أي تصعيد إسرائيلي باستخدام القوة، وأن زمام المبادرة بيد المقاومة وأن التوقيت في تنفيذ العمليات العسكرية قد يكون مرهوناً بحسابات سياسية قد تزداد تعقيداً في حال استمرار الجمود الدبلوماسي. ورغم ما يبدو من رغبة إسرائيل في تحقيق انتصارات وهمية أو استعراضات عسكرية قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، إلا أن الحاج علي أبدى قناعة بأن أي تصعيد قد يكون على المدى القصير ليس سوى محاولة لكسب الوقت وتحسين شروط التفاوض في المستقبل.
كما تحدث الحاج علي عن التسريبات الإعلامية التي حاولت تشويه صورة إيران وتوصيفها بأنها تخلت عن دعم حزب الله، مؤكداً أن إيران لا تزال ملتزمة بدعم المقاومة في لبنان وفلسطين. وفيما يتعلق بمحاولات البعض للنيل من موقف سوريا، أكد الحاج علي أن هذه الهجمات الدعائية لا أساس لها من الصحة، مشيراً إلى أن سوريا ستظل العمق الاستراتيجي للمقاومة وأن التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد دمشق يأتي نتيجة للجهود الكبيرة التي تبذلها سوريا في دعم المقاومة.
وفيما يخص التطورات في لبنان، أشار الحاج علي إلى أن التحريض على المقاومة في لبنان لا يعدو كونه جزءاً من حملة دعائية مدروسة، حيث أن وسائل الإعلام الموجهة تحاول إضعاف موقف المقاومة، لكن الواقع يثبت أن الكيان الصهيوني يشعر بضغط كبير جراء العمليات التي تنفذها المقاومة في مختلف الجبهات. كما تناول الحاج علي زيارة لاريجاني الأخيرة إلى لبنان، موضحاً أن إيران لا تتدخل في شؤون حزب الله وإنما تدعمه في مساعيه لتحرير الأراضي المحتلة.
وفيما يتعلق بالحرب في غزة، أكد الحاج علي أن المقاومة في القطاع لا تزال تتمتع بشعبية كبيرة، وأن الخيارات المقاومة المدعومة شعبياً هي التي ستحدد مصير غزة في المستقبل. وأوضح أن إيران مستمرة في دعم فلسطين، وأن شعب غزة سيظل يقاوم حتى تحقيق أهدافه رغم التدمير الذي تعرض له.
وفيما يخص التوترات السياسية على المستوى الدولي، أشار الحاج علي إلى أن هناك توجهات متناقضة في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل، خاصة مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، ما يعزز فرص التصعيد العسكري في المنطقة قبل انتهاء فترة نتنياهو الحالية. وخلص إلى أنه سواء استمرت الحرب أو تم التوصل إلى تسوية، فإن الوضع على الأرض لن يكون في صالح إسرائيل في ظل وجود محور المقاومة الذي يتمتع بتماسك كبير ويعد القوة التي توازن المعادلات في المنطقة.