صرح الدكتور سليم حربا لشبكة شام نيوز إنفو على أثير إذاعة ميلودي إف إم بأن الكيان الإسرائيلي يعيش أزمة غير مسبوقة وشاملة على كافة المستويات، واصفاً هذه الأزمة بأنها مركبة تشمل الجوانب القانونية والأخلاقية والسياسية. وأوضح أن الاحتلال خسر كثيراً على صعيد الرأي العام العالمي، حيث انكشف زيف الصورة التي حاول تصديرها لنفسه كواحة للعلمانية والديمقراطية. وأضاف أن الأحداث الأخيرة كشفت ضعف الكيان داخلياً وخارجياً، وأظهرت هشاشته في مواجهة التحديات.
وأشار إلى أن الحرب التي خاضها الاحتلال على مدار أربعة عشر شهراً أظهرت فشله في تحقيق الأمن الذاتي الذي يروج له، واعتماده على ما يمكن وصفه بالأمن المستعار. وبين أن هذه الحرب أسقطت نظرية الردع وأظهرت تصدع الأمن الإسرائيلي في مختلف المجالات، وهو ما يعكس عجز الاحتلال عن تحقيق أي من أهدافه الاستراتيجية.
ولفت حربا إلى أن الدعم الأمريكي الكبير للاحتلال لم يكن كافياً لإنقاذه من الفشل، مؤكداً أن الولايات المتحدة كانت شريكة في العدوان وقدمت أشكال الدعم العسكري والسياسي والقانوني كافة. ومع ذلك، لم يتمكن الاحتلال من تحقيق أهدافه لا في غزة ولا في جنوب لبنان، مما اضطره للخضوع لاتفاقيات فرضتها المقاومة ميدانياً. وأضاف أن استمرار الاحتلال حتى الآن كان بفضل الدعم الأمريكي المتواصل، الذي ساهم في تعطيل أي قرارات أممية قد تدينه.
وانتقد حربا الصمت العربي الرسمي، واصفاً إياه بأنه مخيب للآمال وفضيحة كبرى. وأكد أن الموقف العربي الرسمي لم يتحرك حتى في ظل المآسي الكبرى التي طالت الشعب الفلسطيني، من آلاف الشهداء والجرحى، إلى الحصار والتجويع، مما يثير تساؤلات جدية حول دوافع هذا الصمت.
وحول الانعكاسات الداخلية للأزمة الإسرائيلية، أكد أن الاحتلال يعاني انهيارات متتالية على المستويات كافة، حيث أظهرت التقارير الداخلية الإسرائيلية حجم الفشل في تحقيق الأمن أو حماية المستوطنين. وأوضح أن الأرقام تشير إلى خسائر فادحة على جبهة جنوب لبنان وحدها، مع الآلاف من القتلى والجرحى، وهو ما يحاول الاحتلال التعتيم عليه إعلامياً.
وأوضح حربا أن المقاومة اللبنانية فرضت معادلتها على الاحتلال، وأرغمته على التفاوض والقبول باتفاقات لم يكن يريدها. وأكد أن الكيان الإسرائيلي لا يلجأ إلى التفاوض إلا في حالتين: إما للمماطلة والتحضير لجولة جديدة، أو عندما يُرغَم بفعل الحقائق الميدانية. وأضاف أن ما حدث مؤخراً كان بسبب الضغط الميداني الهائل الذي واجهه الاحتلال، خاصة على جبهة جنوب لبنان.
وفيما يتعلق بغزة، أوضح حربا أن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على الصمود وإيلام الاحتلال رغم كل محاولاته لكسرها. وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة يتمتع بمناعة عالية في وجه المجازر والحصار، مؤكداً أن المقاومة ما زالت قادرة على تنفيذ عملياتها وتوجيه ضربات موجعة للاحتلال بوسائل متطورة ومتنوعة.
وأكد أن الضفة الغربية باتت نقطة قوة إضافية تعزز صمود غزة، حيث أصبحت المعركة موحدة بين الجبهتين. كما أشار إلى أن جبهات اليمن والعراق ستستمر في تقديم الدعم لغزة، مما يعكس البعد الإقليمي للمواجهة مع الاحتلال.
كما أكد حربا على أن الاتفاق الأخير بين لبنان والاحتلال ليس نهاية الصراع، بل يمثل مرحلة تهدئة مؤقتة تضمن استمرار المقاومة بجاهزيتها. وأكد أن المقاومة تبقى الضامن الوحيد لأي اتفاق، وأنه لا يمكن الوثوق بأي ضمانات دولية أو أممية أمام كيان يتسم بالغدر والخداع.