قدم الدكتور سليم حربا، الباحث والخبير في الشؤون الاستراتيجية والعسكرية خلال حديثه لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم، تحليلا شاملا للارتباط بين الحرب في الشرق الأوسط والصراع في أوكرانيا، مشيرا إلى أن كلا النزاعين يخدمان المصالح الأمريكية. في حديثه، أوضح أن المخاطر تصاعدت بعد سماح الولايات المتحدة لأوكرانيا بقصف الأراضي الروسية باستخدام صواريخ أتاكمز بعيدة المدى. هذا التصعيد قد يفتح الباب أمام حرب عالمية ثالثة، حيث يرى الرئيس الأمريكي جو بايدن أن هذه الحرب تشكل جزءا من مشروعه السياسي والإداري، ولكنه يضع الولايات المتحدة والعالم أمام خطر جسيم.
أشار الدكتور حربا إلى أن تعديل روسيا لعقيدتها العسكرية يعكس استعدادها لاستخدام السلاح النووي في حال تعرضت أراضيها أو حلفاؤها لهجمات بصواريخ بعيدة المدى. وأكد أن القرار الروسي يعكس استراتيجية جديدة تستند إلى الردع والامتلاك. استخدام روسيا لصواريخ “أوريشنيك” ذات السرعة الفائقة والقدرة العالية على المناورة أرسل رسالة واضحة للغرب. هذه الصواريخ تمثل نقلة نوعية في سباق التسلح، حيث لا يمكن لأي منظومة دفاع جوي حالية اعتراضها أو التصدي لها.
الدكتور حربا لفت النظر إلى أن إدارة بايدن أثقلت كاهل حلف الناتو والدول الأوروبية اقتصاديا وعسكريا لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، وهو ما يعكس سياسة أمريكية تقوم على محاربة الروس حتى آخر أوكراني. وأضاف أن هذه السياسة أثارت تساؤلات جدية حول قدرة الناتو على مواجهة تداعيات هذه الحرب، خاصة مع تنامي التهديدات الروسية، والتلميحات باستخدام السلاح النووي كجزء من استراتيجيتها الدفاعية والهجومية.
وفي سياق آخر، ناقش الدكتور حربا دور الرئيس السابق دونالد ترامب في محاولة تهدئة النزاعات، معتبرا أن وصول ترامب إلى البيت الأبيض قد يفتح المجال أمام تغييرات جذرية في السياسة الأمريكية. ترامب يضع المصالح الاقتصادية في صدارة أولوياته، وقد يسعى إلى تخفيف التصعيد في كل من الشرق الأوسط وأوكرانيا، بما يتيح التركيز على مواجهة التحديات التي تشكلها الصين على المستوى الاقتصادي والأمني.
تناول الدكتور حربا أيضا زيارة الوفد الروسي الرفيع إلى أفغانستان ولقاءه مع قادة طالبان. هذه الخطوة تعكس توجها روسيا نحو توسيع نفوذها الاستراتيجي في آسيا، مستفيدة من التوترات بين طالبان والولايات المتحدة. وأكد أن روسيا تعمل على تحسين مناخاتها الجيوسياسية والاقتصادية والعسكرية في آسيا، مع تعزيز علاقاتها مع دول مثل إيران، باكستان، وكوريا الشمالية، بما يعزز موقفها الاستراتيجي العالمي.
في ختام حديثه، شدد الدكتور حربا على أن روسيا تتبع سياسة ممنهجة لتوسيع فضائها الاستراتيجي ليكون مكافئا للفضاء الأمريكي والأوروبي، مع ضمان جاهزيتها لمواجهة أي تهديدات محتملة. هذه الاستراتيجية تعكس رؤية شاملة لتعزيز مكانتها العالمية في مواجهة التصعيد الغربي.