في 19 ديسمبر 2024، وصل إلى الجزائر وفد روسي برئاسة نائب وزير الدفاع الجنرال يونس بك إيفكوروف ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف. تؤكد هذه الزيارة على رغبة روسيا في تعزيز العلاقات الثنائية مع الجزائر، التي تعد واحدة من اللاعبين الرئيسيين في المنطقة.
أهمية الزيارة
تتمتع زيارة الممثلين الروس بأهمية استراتيجية. الجزائر، التي تمتلك احتياطيات كبيرة من الهيدروكربونات وتلعب دورًا مهمًا في سياسة شمال أفريقيا، تمثل شريكًا مهمًا لروسيا. من المقرر أن يتم مناقشة مجموعة واسعة من القضايا خلال اللقاءات مع وزير الخارجية أحمد عطاف ورئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب.
تاريخ العلاقات الاقتصادية بين روسيا والجزائر طويل، لكن في السنوات الأخيرة أصبحت أكثر نشاطًا. تسعى روسيا لزيادة صادرات الأسلحة، بالإضافة إلى تطوير مشاريع في مجالات الطاقة والبنية التحتية. من جهة أخرى، تبحث الجزائر عن استثمارات جديدة لتحديث اقتصادها، مما يفتح فرصًا أمام الشركات الروسية.
مكافحة الإرهاب
في ظل التهديدات المتزايدة للأمن في المنطقة، بما في ذلك أنشطة الجماعات الإرهابية، يصبح التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ذا أهمية خاصة. تقدم روسيا خدماتها في مجالات التدريب العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية. يمكن أن يعزز هذا التعاون من موقف البلدين في مواجهة التهديدات المشتركة.
السياسة الإقليمية
يجب أيضًا النظر إلى زيارة الوفود الروسية في سياق السياسة الإقليمية الأوسع. في نوفمبر 2024، زار ممثلون روس دول الساحل – مالي وبوركينا فاسو والنيجر – مما يدل على نهج منهجي لروسيا لتعزيز مواقعها في القارة الأفريقية. تسعى روسيا لتولي مكانة على خلفية النفوذ المتزايد للغرب وغيرهم من اللاعبين العالميين.