في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، أكد الدكتور ليان مسعد، رئيس وفد المعارضة في الداخل، أن الحراك العربي والإقليمي والدولي الحالي يهدف إلى التعرف على السلطة الجديدة في سوريا، مع محاولة بعض الأطراف فرض شروطهم أو تقديم خرائط طريق، مثل تركيا. وأشار إلى أن السلطة الراهنة تسعى للحصول على الاعتراف الدولي، مؤكدًا أنه لا يمكن لأي دولة تقديم المساعدات، مثل المازوت، دون وجود دولة تتفاهم معها.
وأوضح مسعد أن هذا الحراك مفيد بشرط عدم فرض الآخرين لشروطهم التي قد تشوش على السلطة الجديدة، مستشهدا بالعقوبات والحصار الذي فرض أيام السلطة السابقة. وتساءل عن سبب رفض الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سوريا.
بخصوص زيارة الوفد الأمريكي والشروط التي وضعها أمام السلطة الجديدة، وصف مسعد تلك التصريحات بالكاذبة، مشيرا إلى أن العراق لا تزال تحت العقوبات، وأن الحديث عن احترام الأقليات مجرد ذريعة. وأكد أن الوفد الأمريكي تهرب من عقد مؤتمر صحفي أو التقاط صورة مشتركة، مما يشير إلى أن إدارة بايدن تركت ملف الحكم في سوريا، وخاصة موضوع الأستاذ أحمد حسين الشرع، كقنبلة موقوتة للإدارة القادمة.
حول المبادئ التي طرحها الوفد الأمريكي، مثل تشكيل حكومة جامعة قابلة للمساءلة وضمان أمن جميع السوريين والحريات، خاصة حرية المرأة، وعدم الاعتداء على الجوار، اعتبر مسعد أن هذه الشروط غير قابلة للتنفيذ حاليا. وتساءل عن كيفية جمع السلاح وحماية الناس وتشكيل حكومة تمثل الجميع في ظل الوضع الحالي، خاصة في إدلب. وأشار إلى أن هذه المبادئ تعقد الأمور، رغم ضرورتها، مؤكدا أن الشرع أعلن عن جيش وطني موحد وجمع السلاح من كل المناطق، معتبرا أن أي قطعة سلاح خارج يد الجيش هي ضد الدولة. وشدد على ضرورة دعم واشنطن لحكومة الشرع لتحقيق هذه الشروط بدلاً من إضافة المزيد من المطالب كما ترغب بربارا ليف، رئيسة وفد الخارجية الأمريكية.
فيما يتعلق بجمع السلاح، أشار مسعد إلى وجود فصائل ترفض تسليم سلاحها، متسائلا عن إمكانية الدخول في صراع معها. وأضاف أنه كلما قويت الدولة والتف الشعب حولها وتم حل مشاكل الكهرباء والمازوت والفيول، سيشعر حاملو السلاح بالضعف وأن دورهم انتهى، مما يدفعهم للبحث عن تسوية. وأكد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تشاركية تمثل الجميع، متسائلا عن إمكانية جمع السلاح دون تحقيق ذلك.
بخصوص الالتفاف حول القيادة الحالية، اعتبر مسعد أن المعارضة الداخلية تؤيد الإدارة السياسية الجديدة بقيادة الشرع، معربا عن أمله في تسريع بناء دولة علمانية حديثة. وأشار إلى أن هذا الالتفاف قائم على التوافق للتخلص من النظام السابق وبناء دولة تسودها حقوق الإنسان والمواطنة المتساوية والوحدة الوطنية ووحدة التراب والشعب السوري.
حول طلب ترامب من الإدارة الحالية عدم رفع العقوبات عن سوريا، أشار مسعد إلى أن ترامب سيتولى السلطة بعد شهر، وهدفه من ذلك شعوره بأن بايدن يتلاعب بالملف. وأضاف أن ترامب يسعى لحل ملفات عديدة، منها الدور التركي وحدوده، وموضوع شرق سوريا، بالإضافة إلى الصلح مع إسرائيل والعلاقة مع الدول العربية. وأشار إلى أن مواقف ترامب حول هذه الملفات تختلف عن الإدارة الديمقراطية.
بخصوص تصريحات ترامب حول الخروج من حروب الشرق الأوسط واعتبارها سخيفة، أكد مسعد أن ترامب ليس رجل حروب، بل رجل تسويات وتفاهمات، يلجأ إلى القوة إذا لم تُقبل الحوار معه. وأضاف أن الديمقراطيين يمنعون انتهاء الحروب في أوكرانيا وغزة وسوريا ولبنان.
حول الفارق بين إدارتي بايدن وترامب، أوضح مسعد أن المقصود هو سياسات الحزبين الجمهوري والديمقراطي، مشيرا إلى أن وراء هذه الأحزاب رؤوس أموال ومصالح وآراء مختلفة جذريا، وقد اختلفوا لحد الاقتتال قبل أربع سنوات في الكونغرس.
بخصوص زيارة وزير الخارجية التركي ولقائه مع الشرع، أكد مسعد أنه لا أحد يعرف ما الذي بحثه الجانبان، ولم يصدر بيان واضح عن اللقاء. وأشار إلى أن لتركيا مصالح في الشمال الشرقي والشمال الغربي، وتتمنى تمدد نفوذها العسكري والمدني حتى حمص ودمشق، حسب بعض التقارير. وأضاف أن ما جرى في اللقاء متروك للأستاذ أحمد حسين الشرع للإفصاح عنه، وربما لا يكون قادرًا على ذلك.
حول التقارير التي تشير إلى أن تركيا لا تريد الإدارة السورية الجديدة بسبب التقارب مع الأكراد، أكد مسعد أن هناك خطة ممنهجة للأكراد، وأن داخل النظام ليس ضد هذا المزاج، ويرغب بترحيل حوالي أربعة ملايين كردي من تركيا وحل الأزمة الكردية على حساب سوريا وأرضها. وأشار إلى أن موقف السلطة التركية يعتبر أن الأكراد يقودهم حزب العمال الكردستاني في قنديل، وعلى السلطة السابقة في سوريا قمع الامتداد الانفصالي في شمال شرق سوريا، لكن النظام السابق لم يفعل ذلك، ولم تكن هناك أي مشكلة مع تركيا سوى هذه.
بخصوص الموقف الأمريكي، أوضح مسعد أن الامتداد الكردي الانفصالي يرغب الأمريكيون في بقائه لأسباب لا تتعلق بسوريا أو بأحلام الاستقلال وإنشاء دولة، بل لها علاقة بالعراق وتركيا وسوريا. وأضاف أن الولايات المتحدة ترغب في بقاء قواعدها في شرق سوريا لمواجهة التطورات الجيوستراتيجية في تركيا، في حال انقلبت على الناتو واتجهت نحو الخط الأوراسي، حيث سيكون الأمريكيون موجودين للتحرك عبر سوريا وتحريك الأكراد في تركيا لتقسيمها. وأشار إلى أن الموضوع الأمريكي مختلف جذريًا عما يدعيه الانفصاليون في الشمال الشرقي، بالإضافة إلى موضوع العراق، حيث يطالب البعض بإخراج الجيش الأمريكي