تحدث الكاتب الصحفي أحمد رفعت يوسف لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم عن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني بداية العام القادم يتطلب توافقاً واسعاً بين مختلف القوى الداخلية والخارجية المعنية بالشأن السوري. وأشار يوسف إلى أن ضمان موافقة الأغلبية على المؤتمر يعد عاملاً حاسماً لنجاحه، لكنه أوضح أن تحقيق إجماع مطلق أمر مستبعد. ولفت إلى أن المؤتمر قد يواجه تحديات إذا انسحبت بعض القوى المعارضة أو رفضت المشاركة نتيجة خلافات على طريقة تنظيمه.
وأوضح يوسف أن مخرجات المؤتمر المرتقبة ستحدد معالم الدولة السورية الجديدة، سواء من خلال دستور جديد أو تشريعات مستقبلية. كما أشار إلى أن الحكومة المؤقتة الحالية ستنتهي ولايتها بحلول شهر آذار، مما يضع تحديا أمام الأطراف المعنية لتنظيم المؤتمر في الوقت المناسب. ورغم أهمية الإسراع، شدد يوسف على ضرورة التأني لضمان مشاركة جميع القوى بشكل حقيقي وشامل.
وتناول يوسف الحراك الدبلوماسي المتسارع تجاه دمشق، مؤكداً أن الموقع الجغرافي والسياسي لسوريا يجعلها مفتاحاً استراتيجياً في المنطقة. وأوضح أن الاهتمام الدولي الكبير بسوريا يعكس أهميتها الجيوسياسية، حيث شهدت البلاد توافد وفود دبلوماسية من دول عدة، بدءً من الولايات المتحدة وصولا إلى دول أوروبية وعربية. وأشار إلى أن التغيير الذي شهدته سوريا يمثل نقطة تحول في التوازنات الإقليمية والدولية، مؤكدا أن ما يحدث في سوريا يؤثر بشكل مباشر على استقرار المنطقة بأكملها.
وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، اعتبر يوسف أن الولايات المتحدة تلعب دوراً محورياً في ضبط الأوضاع في سوريا بعد التغيير، مشيراً إلى أن واشنطن وضعت شروطا على السلطة الجديدة تتعلق بحفظ الأمن وضمان عدم استبعاد أي طرف. وأضاف أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا تعتمد على تحقيق المصالح الاستراتيجية، مع توقعات بمساومات تتعلق برفع العقوبات المفروضة على البلاد.
وأشار يوسف إلى أن التوازنات الدولية المرتبطة بالملف السوري قد تتشابك مع قضايا أخرى مثل الملف الأوكراني، مما يفتح المجال أمام مساومات بين القوى الكبرى لتجنب تصعيد الأمور إلى صراعات أوسع. واعتبر أن الوصول إلى تفاهمات مشتركة قد يسهم في تعزيز الاستقرار في سوريا والمنطقة.
وحول العلاقات السورية الروسية، أوضح يوسف أن التواجد الروسي في سوريا يتجاوز التوجهات السياسية للسلطة الجديدة، مشيراً إلى أن إخراج روسيا من سوريا قد يؤدي إلى تصعيد خطير. ولفت إلى أن القيادة السورية الجديدة تتعامل مع هذه القضية بعقلانية من خلال الحوار والتوافق، محذراً من أن أي محاولة لإقصاء روسيا قد تخل بالتوازنات الدولية.
وأكد يوسف على أهمية معالجة الملف السوري بمسؤولية لتجنب أي تصعيد أو توتر قد يخرج عن السيطرة، معربا عن أمله في أن يتمكن مؤتمر الحوار الوطني المرتقب من وضع أسس واضحة لمستقبل سوريا، بما يضمن تمثيل جميع القوى وتحقيق الاستقرار الذي طال انتظاره.