تناول المحامي أنس الجودة، رئيس حركة البناء الوطني، في حوار مع شبكة شام نيوز إنفو على هواء إذاعة ميلودي إف إم، التطورات السياسية واللقاءات الدولية التي تشهدها سوريا في ظل الإدارة الجديدة. وأكد أن هذا الانفتاح العربي والأجنبي يأتي في سياق التعرف على مواقف القيادة الجديدة تجاه القضايا الإقليمية والسياسية. كما أشار إلى أن هذه اللقاءات قد تسهم في تعزيز موقف الإدارة الجديدة أمام التحديات الأمنية والاجتماعية والسياسية المتعددة التي تواجهها البلاد.
وأكد الجودة أن المواقف الدولية تجاه الإدارة الجديدة متباينة، حيث إن بعض الدول ما زالت في مرحلة الاستطلاع، بينما تحاول دول أخرى بناء علاقات أوضح. وأوضح أن الوضع في سوريا معقد، خاصة مع استمرار تصنيف بعض الجماعات على قوائم الإرهاب، ما يزيد من صعوبة تحقيق استقرار سياسي وأمني شامل.
وفي حديثه عن التحركات السياسية المكثفة، وصف الجودة اهتمام الدول بما يحدث في سوريا بأنه طبيعي، خصوصاً في ظل طبيعة القيادة الجديدة التي اعتبرها حالة خارجة عن السياق وغير معروفة إلا لتركيا. وأوضح أن هذه القيادة تحكم وفق دستور 2012 نتيجة لعملية استلام وتسليم بين نائب الرئيس السابق ورئيس مجلس الوزراء السابق، معتبراً أن هذا الوضع يفتقر إلى إطار قانوني ودستوري واضح لإدارة المرحلة الانتقالية.
وشدد الجودة على أن الانتقال السياسي هو المفتاح الأساسي لجميع النقاشات حول مستقبل سوريا. ولفت إلى أن الاجتماع الذي عُقد في العقبة وضع أسس التوافق الإقليمي والدولي، مؤكداً أن بيان العقبة يشكل الإطار الأساسي للمرحلة الحالية ويركز على عملية الانتقال السياسي.
وأشار الجودة إلى أن سوريا بحاجة إلى حكومة وحدة وطنية تمثل جميع مكونات المجتمع، معتبراً أن الحكومة الحالية لا تتعدى كونها حكومة تصريف أعمال تفتقر إلى القدرة على اتخاذ قرارات كبرى. وأضاف أن أي محاولة لقيادة المرحلة الانتقالية من قبل جهة واحدة ستكون محكومة بالفشل، مشدداً على أهمية مشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية لضمان نجاحها واستدامتها.
وفيما يتعلق بالمؤتمر الوطني المزمع عقده، دعا الجودة إلى ضرورة نجاح هذه التجربة، محذراً من أن الفشل سيؤدي إلى كارثة لا يمكن السيطرة عليها. كما أكد أن الحوار الوطني يجب أن يكون عملية مستمرة تأخذ وقتاً كافياً لتحديد الأسس والمفاهيم التي ستبنى عليها الدولة الجديدة.
ولفت إلى أن التمثيل السياسي والمناطقي الحقيقي ضروري لتحقيق نتائج إيجابية، مشيراً إلى أن التمثيل الطائفي قد يكون له انعكاسات خطيرة. وأوضح أن الحوار الوطني يجب أن يشمل قضايا جوهرية مثل شكل نظام الحكم، استقلال القضاء، الحقوق والحريات، واللامركزية.
وفي ختام حديثه، أكد الجودة أن نجاح العملية السياسية يعتمد على إنجاز ثلاث مراحل أساسية: حوار وطني شامل، كتابة دستور جديد، وإجراء انتخابات تمثيلية. وشدد على أن مشاركة جميع الأطراف في هذه المراحل ضرورية لتحقيق انتقال سياسي ناجح ينقل سوريا إلى بر الأمان.