حرب اقليمية في الشرق الأوسط تبرز في الأفق، ودون أن نسأل عن هوية المتسبب أو المذنب فيها، الكل يعرف هوية الدولة المجرمة الارهابية رقم واحد – الولايات المتحدة الأمريكية- التي صارت كمصاص دماء يشعل النزاعات والحروب ليتغذى على دماء ضحاياها ويبيع سلاحه…
طبول الحرب الإقليمية لم تدق بعد، ومحاولة نتانياهو للمرة الألف جر إيران لحرب شرق أوسطية واسعة يحدد هو توقيتها.. ستلقى في الغالب الفشل نفسه الذي مُنيت به سابقا.
عاد إلى الواجهة السؤال المؤرق: هل تنشب أخيراً حرب بين إيران وإسرائيل؟ وماذا لو خرجت عن السيطرة واشتركت فيها الولايات المتحدة، هل هي الحرب التي ستنهي الحروب؟ أم التي تأكل الأخضر واليابس؟ قبل الحديث عن فرضية الحرب، نشير إلى أن هذه الدول الثلاث برهنت في إدارة نزاعاتها لأربعين عاماً، على قدرتها على تجنب المواجهات المباشرة وإبقاء المواجهات على مستويات منخفضة. إسرائيل تعدّ هجوم «حماس» من فعل إيران وأن قتلها قيادات من «الحرس الثوري» كان رداً عليه ضمن «قواعد الاشتباك».
لكن ترجيح عدم حدوثها الآن الذي يستند إلى حسابات معقدة لحقائق القوة هو نفسه الذي يجعلنا نرجح وبقوة أنه ومع تغير هذه الحسابات فإن قيام حرب إقليمية في المستقبل سيكون احتمالًا كبيرًا وجسيمًا.
الأخطر وما يثير القلق أن هذه الحرب إذا وقعت قد يتطاير شررها إلى منطقة الخليج بل وقد تكون ضفتاها ساحة مواجهة رئيسية من ساحاتها!!
سيكون هناك رد إيراني على الهجوم الإسرائيلي الاستفزازي على القنصلية الإيرانية بدمشق الذي أودى بحياة قيادات إيرانية، وربما يكون هذا الرد قد وقع عند نشر هذا المقال وربما يتأخر قليلًا لكن من المؤكد أن هذا الرد سيكون بعيدا تماما عن كل فرضيات الحملة الإعلامية الأمريكية في الأيام الأخيرة.
إن كذبة أن إيران ستهاجم مباشرة أهدافًا أمريكية لن تحدث، فأمريكا تحاول أن تجعل من إيران المذنب والمخطئ، لكنها في قرارة نفسها تدري حجم الخطأ الذي ارتكبته اسرائيل بل وبالتنسيق مع أمريكا نفسها.
الولايات المتحدة قالت أنها ستحاول اعتراض أي صواريخ يتم إطلاقها على إسرائيل إذا كان ذلك ممكنا، في إشارة إلى مستوى التعاون المستمر بين الجيشين قبل الرد الإيراني المحتمل.
الأمور تأزمت منذ أيام، بعد ان الغت معظم شركات الطيران العالمية رحلاتها عبر المجال الجوي للمنطقة وحتى رحلاتها الى ايران وإسرائيل وبعض الدول المجاور.
ومنذ بضع ساعات اليوم، 13 من أبريل، أعلنت إيران عن اغلاقها لمجالها الجوي وسط خوف وتأهب للدفاعات الجوية الاسرائيلية.
وفي واشنطن، نقلت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية عن مسؤول استخباراتي قوله إن “الولايات المتحدة تتوقع أن تنفذ إيران ضربات ضد أهداف متعددة داخل إسرائيل وفي جميع أنحاء المنطقة“.
أمريكا تحاول ان تجعل من “الرد” الإيراني “هجوما” لتحرض العالم ضد طهران وتُظهر الكيان الصهيوني على أنه ضحية مسكينة تريد إيران مسحها والقضاء عليها…
الكل يعلم والغرب أيضا ان ايران هي الضحية في هذا الموضوع، فهي لم تضرب اهدافا اسرائيلية لا عسكرية ولا مدنية، وايران لم تخرق معاهدة فيينا للعلاقات الديبلوماسية، وليست هي من قصف السفارة الاسرائيلية في دمشق، بل العكس.
وبالرغم من كل هذا، صرحت الحكومة الايرانية انها “يمكن” ان تتراجع عن فكرة الرد، إذا أدان مجلس الأمن اسرائيل وضربتها الجبانة.
الولايات المتحدة الأمريكية تحاول زيادة عدد الجيش الأمريكي الموجود في المنطقة، تحت حجة وعذر حماية اسرائيل، لكن الكل على علم بنيتها الخبيثة في فرض سيطرتها على الشرق الأوسط وابقاء دوله تحت الخوف.
كل هذه الخزعبلات واشعال فتيل النزاعات في الآونة الأخيرة من طرف أمريكا تأتي في وقت حساس مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، فواشنطن تحاول الظهور على أنها قوية ودولة عظمى يحسب لها ألف حساب…
لكن الحقيقة هي أن كل المؤشرات تشير إلى أنها لا تستطيع تحمل تكاليف وخسائر أي حرب، وان الدخول في صراع مباشر مع أية دولة ليش في صالحها، بل وليس في صالح سمعة الديمقراطيين أنفسهم…
هذا المقال يعكس رأي الكاتب فقط وليس رأي الموقع.