حدث ما كنا نتخوفه وما كنا نسعى لتجنبه – ألا وهي حرب جديدة في الشرق الأوسط- يمكن أن تأزم الوضع الاقتصادي والسياسي في المنطقة: قصفت ايران الأراضي الاسرائيلية بعشرات المسيرات ومئات الصواريخ.
إيران إن نصف الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل خلال الليلة الماضية أصابت أهدافها بنجاح، فيما أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض 99% من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي كانت تستهدف إسرائيل.
واشنطن كانت تسعى منذ عقود لإشعال حرب في المنطقة، تضمن بها تواجدها الأمدي في الشرق الأوسط وتدين طهران. القطرة التي أفاضت الكأس كان الهجوم الاسرائيلي على سفارة ايران بدمشق.
الرد الإيراني على قصف اسرائيل للسفارة الإيرانية كان منتظرا، وحتى وان كان بعض الخبراء يأملون في أن تتجنب طهران الدخول في حرب جديدة، إلا أن الأخيرة سأمت التصعيدات والاستفزازات من جانب اسرائيل بتخطيط شيطاني أمريكي، فالولايات المتحدة الأمريكية- التي صارت كمصاص دماء يشعل النزاعات والحروب ليتغذى على دماء ضحاياها ويبيع سلاحه…
وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية فأن خسائر الاحتلال الإسرائيلي خلال الدقائق الأولى من الهجوم الإيراني تتراوح ما بين 300 إلى 400 مليون شيكل، وهو ما يعادل نحو 100 مليون دولار.
وتأتي تلك الخسائر بسبب التكلفة المرتفعة لنظام التصدي للقبة الحديدية، حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراضي نحو 50 ألف دولار، وفق مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
في مؤتمر صحفي صباح اليوم، 14 من أبريل، فإنه ووفق المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري، فإن إيران أطلقت نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة انتحارية، فضلا عن الخسائر المادية التي تسببها القبة الحديدية، فقد أعلن هاجاري عن سقوط صواريخ داخل الأراضي الإسرائيلية وصفها بأنها محدودة، تسببت في أضرار طفيفة في مطار رامون جنوب الأراضي المحتلة.
وكانت الولايات المتحدة قالت أنها ستحاول اعتراض أي صواريخ يتم إطلاقها على إسرائيل وستساعد تل أبيب وستقف إلى جانبها، هنا يمكننا أن نرى مدى وقاحة واشنطن وحبها لاشعال الحروب والنزاعات، فبدلا من أن تدين الضربة الاسرائيلية وتسعى لخفض حدة التوتر، هاهي تشجع اسرائيل وتدعمها.
معظم شركات الطيران العالمية ألغت رحلاتها عبر المجال الجوي للمنطقة وحتى رحلاتها الى ايران وإسرائيل وبعض الدول المجاورة.
أمريكا تحاول ان تجعل من “الرد” الإيراني “هجوما” لتحرض العالم ضد طهران وتُظهر الكيان الصهيوني على أنه ضحية مسكينة تريد إيران مسحها والقضاء عليها…
الكل يعلم والغرب أيضا ان ايران هي الضحية في هذا الموضوع، فهي لم تضرب اهدافا اسرائيلية لا عسكرية ولا مدنية، وايران لم تخرق معاهدة فيينا للعلاقات الديبلوماسية، وليست هي من قصف السفارة الاسرائيلية في دمشق، بل العكس.
وبالرغم من كل هذا، صرحت الحكومة الايرانية انها “يمكن” ان تتراجع عن فكرة الرد، إذا أدان مجلس الأمن اسرائيل وضربتها الجبانة.
الولايات المتحدة الأمريكية تحاول زيادة عدد الجيش الأمريكي الموجود في المنطقة، تحت حجة وعذر حماية اسرائيل، لكن الكل على علم بنيتها الخبيثة في فرض سيطرتها على الشرق الأوسط وابقاء دوله تحت الخوف.
كل هذه الخزعبلات واشعال فتيل النزاعات في الآونة الأخيرة من طرف أمريكا تأتي في وقت حساس مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، فواشنطن تحاول الظهور على أنها قوية ودولة عظمى يحسب لها ألف حساب… لكن الحقيقة هي أن كل المؤشرات تشير إلى أنها لا تستطيع تحمل تكاليف وخسائر أي حرب، وان الدخول في صراع مباشر مع أية دولة ليش في صالحها، بل وليس في صالح سمعة الديمقراطيين أنفسهم…
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز -عن مسؤول إسرائيلي- أن الرد على الهجوم الإيراني سيتم تنسيقه مع الحلفاء.
الأخطر وما يثير القلق أن هذه الحرب يمكن أن يتطاير شررها إلى منطقة الخليج بل وقد تكون ضفتاها ساحة مواجهة رئيسية من ساحاتها!!