أكد المحلل السياسي مهند دليقان، أمين حزب الإرادة الشعبية، في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو عبر إذاعة ميلودي إف إم، أن الحزب أمام واقع جديد بعد سقوط النظام. أوضح دليقان أن الحزب ينتقل من كونه معارضة إلى مرحلة إعادة التأسيس، حيث تغيّرت توصيفات المعارضة والنظام التي كانت مرتبطة بالمواقف السياسية لتصبح اليوم بحاجة إلى استقرار يحددها بشكل أوضح. أشار إلى أن المفهوم التقليدي للمعارضة والنظام سيتجسد فقط عندما تُجرى انتخابات ديمقراطية نزيهة تفرز أغلبية وأقلية تعبران عن إرادة الشعب.
حول موقع الحزب في الوقت الحالي، أكد دليقان أن الحزب يمر بمرحلة إعادة تأسيس بينما يتشكل نظام جديد في البلاد. أضاف أن الحزب يظل ملتزماً بمطالبه الوطنية والديمقراطية، وأن التصنيف الحالي بين معارضة ونظام سيتضح فقط بعد إجراء انتخابات تشمل الجميع. وبيّن أن هذه الانتخابات ستتيح للمرة الأولى منذ عقود طويلة للشعب السوري أن يقرر من سيشكل الحكومة ومن سيشكل المعارضة، ما يجعل النقاش الحالي حول هذه التسميات غير ذي أهمية كبيرة في هذه اللحظة.
فيما يخص موقف الحزب من السلطات القائمة، أكد دليقان أن الأولويات في المرحلة الحالية تتمثل في استعادة وحدة البلاد وضبط الأمن والسلم الأهلي وصولاً إلى مؤتمر الحوار الوطني والحكومة الانتقالية. أشار إلى وجود مؤشرات إيجابية في جهود استعادة الأمن، مثل تواصل فصائل الجنوب مع إدارة العمليات في دمشق، وحصر السلاح في جهات محددة، ما يفتح المجال لإعادة بناء جيش وطني موحد. اعتبر دليقان أن هذه الخطوات إيجابية وتستحق التشجيع، لكنها تحتاج إلى متابعة جادة للوصول إلى هدف أن تكون سوريا بلداً موحداً تحت سلطة واحدة.
في المقابل، أشار دليقان إلى مشكلات جدية تواجه السلطات الحالية، أبرزها ضعف الخبرة في الإدارة، ما أدى إلى تفاقم البطالة بسبب عمليات فصل عشوائية من الوظائف. شدد على ضرورة التعامل مع هذه المشكلة بحذر لأن البطالة قد تؤدي إلى تهديد الأمن الوطني. أكد أن على الحكومة الانتقالية أن تكون شاملة قدر الإمكان لتحقيق التوافق الوطني، مشيراً إلى أن القرارات الاقتصادية الاستراتيجية ليست من صلاحيات حكومة تصريف الأعمال الحالية التي تنتهي مهامها في مارس القادم.
أكد دليقان أن التعامل مع المشكلات القائمة يتطلب التزاماً عقلانياً ومدروساً بعيداً عن العشوائية. أوضح أن الحلول السريعة أو غير المدروسة قد تؤدي إلى تعميق الأزمات الحالية. أشار إلى أن الشعب السوري بدأ يدرك أهمية تنظيم صفوفه للمطالبة بحقوقه، ما انعكس في التراجع عن بعض قرارات الفصل تحت ضغط الموظفين وتنظيمهم الاحتجاجي. أضاف أن هذا الوعي الشعبي يمثل عنصراً إيجابياً يمكن البناء عليه لتحقيق تغيير حقيقي.
حول الشعار الذي يرفعه الحزب “كرامة المواطن وكرامة الوطن”، أوضح دليقان أن هذا الشعار يعبر عن رؤية الحزب التي تركز على السلطة للشعب والكرامة للوطن والثروة للجميع. أشار إلى أن الشعب السوري ملّ الشعارات الكبيرة ويرغب في برامج تطبيقية تلامس احتياجاته الحقيقية. شدد على أهمية العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة، مشيراً إلى أن الدراسات الرسمية أظهرت أن 90% من الثروة التي كانت تُنتج في سوريا تذهب إلى 10% فقط من السكان، ما يعكس تبايناً اجتماعياً واقتصادياً كبيراً يجب معالجته ضمن أي مشروع مستقبلي.