تقف أوروبا بعد اجتماع صناع القرار وقادة الرأي في مناطق مختلفة من العالم،.في ميونخ – ألمانيا، على مفترق طرق للتصدي لعاصفة قد تبعثر مكانتها داخل النظام العالمي المتغير، في ظل الديناميكيات المتغيرة للتحالفات الدولية وعدم اليقين الجيوسياسي المتزايد.
خطة السلام الأمريكية بما يخص حرب أوكرانيا تبدو أنها تثير غضب الأوروبيين ، بعد أن تعمد ترامب إقصاء حلفائه من المباحثات بين الثلاثي المعني بأزمة أوكرانيا ” روسيا – أمريكا – أوكرانيا”، وفي ظل مواصلة ترامب تهميشه الدور الأوروبي واتصالاته الأخيرة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتوصل إلى اتفاق سلام لم تتضح ملامحه حتى الآن، سارعت أوروبا لتشكيل تحالف مضاد لتحقيق السلام و إنهاء الحرب الأوكرانية على طريقتها لا على طريقة ترامب ، على إثرها ظهر كذب زيليينسكي وتلاعبه، وأن ميله لإنهاء الحرب في بلاده مجرد تصريحات جوفاء.. خاصة بعد أن طلب إمداده بمزيد من الأسلحة من بينها 19 منظومة دفاع جوي !!
وبعد أن استنجد مراراً بأمريكا لتكون الطرف الاساسي للوصول إلى أي اتفاق ينهي الحرب ويحقق السلام باعتباره أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على فرض شروط مثالية لبلاده على طاولة المفاوضات مع روسيا، سارع اليوم إلى الانسحاب عندما اقترب موعد المرحلة الأولى من مفاوضات السلام في السعودية، وبدأ بتحشيد الأوروبيين للانقلاب على خطة ترامب والإصرار على مشاركتهم أيضاً في إنهاء الحرب، وليس حصر التفاوض بين الأمريكيين والروس فقط.
بدأ الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فولوديمير زيلينسكي، بتحريض حلفائه الأوروبيين على التحرك ضدّ روسيا، والعمل على تجنب أن يبرم الأميركيون اتفاقاً معها «من وراء ظهر» كييف، وهاجم أمريكا اليوم التي توسل تدخلها بالأمس بقوله إن الوقت قد حان لإنشاء القوات المسلحة الأوروبية، محذراً من أن “الزمن الذي كانت فيه أميركا تدعم أوروبا لمجرد أنها فعلت ذلك دائماً، قد انتهى”، وطلب من حلفائه بحجز مقعد على طاولة المفاوضات بشأن بلاده لتقديم ضمانات أمنية قوية تنافس ضمانات أمريكا.
تسعى أوروبا وزيليينسكي لمواصلة الضغط على روسيا وتهميش مخاوفها المتعلقة بأمنها القومي ، يتعاملون مع أوكرانيا بازدواجية معايير واضحة، فيرون أن من الطبيعي أن يستمر تهديد أوكرانيا على الحدود الروسية، ومن الطبيعي من أوكرانيا أن تصبح قاعدة من قواعد الناتو في المنطقة المحاذية لروسيا ، هذا كله لا يعتبرونه تهديداً ولا يجب أن يثير حفيظة الروس، لكن أثار حفيظتهم خطة ترامب التي استبعد فيها انضمام أوكرانيا للناتو ، وفضّل من خلالها أن تبقى خطوط المعركة على وضعها و هذا ما يتوافق مع الشروط الروسية.
في ظل ما يجري من تصعيد وتجييش أوروبي أوكراني ضد روسيا، تظهر تماماً نوايا الجميع في تحقيق سلام جاد وإنهاء الحرب في أوكرانيا ، وبات واضحاً أن زيليينسكي ومن خلفه حلفائه الأوروبيين يدعمون مواصلة الحرب ويعرقلون أي تقدم دبلوماسي، لذلك ترى روسيا أن ليس هنالك سبباً يستدعي مشاركة الأوروبيين في محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا… أما خطة ترامب فقد عرّت فعلاً نوايا الجميع.. فهل ستنجح ؟؟