تعيش مناطق ريف اللاذقية الشمالي كارثة بيئية مروعة، بعدما امتدت النيران إلى مساحات واسعة من الغابات والأراضي الجبلية، وسط صمت الطبيعة وصرخات الأهالي. فرق الدفاع المدني وفوج الإطفاء تواصل العمل بلا توقف منذ يوم الخميس الماضي، بينما تتسع رقعة الحرائق رغم الجهود الجبارة المبذولة.
صعوبات لا تنتهي
فرق الإطفاء تواجه تحديات قاسية، التضاريس الوعرة تمنع وصول الآليات بسهولة، والرياح الشديدة تسهم في نقل اللهب من منطقة إلى أخرى. إضافة إلى ذلك، وجود مخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة يزيد الوضع تعقيدًا ويهدد سلامة المتطوعين.
بدأت النيران من قرية الإمام يوم الخميس الفائت، ثم امتدت إلى قسطل معاف، وبتأثير الرياح وصلت إلى قرى أخرى مثل طربجق والحلوة والسرايا. الطرق الرئيسية أُغلقت، وبعض القرى أُجليت بالكامل. فرق الإطفاء انتشرت على محاور متعددة لمحاصرة النيران ومنعها من التقدم نحو المناطق المأهولة.
حرائق ريف اللاذقية أخرجت محطة تحويل كهرباء عن الخدمة وتسببت بأضرار مادية كبيرة. أصيب عدد من المتطوعين، واحترقت آليات أثناء تنفيذ مهام الإطفاء. الحكومة السورية استعانت بدعم تركي، إذ دخلت مروحيات وآليات ثقيلة للمساعدة في السيطرة على النيران.
جهود جبارة
ستة محاور تعمل عليها فرق الإطفاء والدفاع المدني، معززين بتجهيزات من وزارات متعددة، الجهود منصبة على التبريد وتطويق البؤر المشتعلة، أملاً في السيطرة قبل توسع النيران أكثر. الجميع يعمل وسط بيئة صعبة وظروف مناخية قاسية تشمل درجات حرارة مرتفعة ورياحًا قوية.
بين لهيب مشتعل وسماء تغطيها سحب الدخان، يقف رجال الإطفاء وأهالي الريف في مواجهة واحدة من أعنف موجات الحرائق التي شهدتها المنطقة، لا تزال المعركة مفتوحة، والنفوس ترجو انتهاء الكابوس قريباً، ريف اللاذقية يحترق، والعيون تترقب الفجر البارد!.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info