أكد المحلل السياسي والإعلامي جانبلات شكاي خلال حوار خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم أن مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي انطلق بزخم كبير في معظم المحافظات يهدف إلى إدارة حوار شامل تمهيداً للمؤتمر الوطني الكبير. وأوضح شكاي أن اللجنة التحضيرية للمؤتمر، التي شكلتها القيادة السورية الجديدة، تواجه انتقادات بسبب تشكيلها الذي يعكس قاعدة “من انتصر هو من يقرر”، مشيراً إلى أن هذه اللجنة ستكون مهمتها إدارة الحوار حتى انعقاد المؤتمر الوطني، وبعدها ينتهي دورها.
في تفاصيل الحوار، لفت شكاي إلى أن تشكيل اللجنة التحضيرية أثار تحفظات واسعة، خاصة من المعارضة السابقة التي كانت تريد تمثيلاً متنوعاً يعكس جميع أطياف المجتمع السوري. وأضاف أن السلطة الحالية، التي جاءت بعد إسقاط النظام السابق، اختارت تشكيل اللجنة وفقاً لرؤيتها، ما أدى إلى انتقادات من بعض الشرائح التي وصفتها بـ”معارضات الفنادق” بسبب عدم مشاركتها الفعالة في الثورة.
وعن دور اللجنة التحضيرية، أشار شكاي إلى أن مهمتها الأساسية هي تنظيم جلسات الحوار في المحافظات ورفع التوصيات إلى القيادة، مؤكداً أن المؤتمر الوطني سيُعتبر تشاورياً وليس جمعية تأسيسية لها صلاحية صياغة دستور أو قوانين دستورية. وتساءل: “هل ستستطيع هذه اللجنة تقديم مخرجات تنسجم مع تطلعات جميع مكونات المجتمع السوري؟”، مشيراً إلى أن طريقة اختيار المشاركين في الجلسات التحضيرية كانت محل تساؤل، حيث تمت الدعوة بشكل سري عبر تطبيقات مثل الواتساب، ما أثار شكوكاً حول مدى تمثيلها للشارع السوري.
وفي تحليله لدور الكتل والأحزاب السياسية، اعتبر شكاي أن هذه الكتل تمثل شرائح من المجتمع، لكنها ليست الوحيدة التي تعبر عن الشارع السوري. وأضاف أن السلطة الحالية تحاول الاستماع إلى الشارع بشكل مباشر، لكنها تواجه تحدياً في كيفية إدارة هذا الحوار دون إقصاء أي طرف. وأكد أن نجاح المؤتمر يعتمد على قدرة اللجنة على تمثيل جميع الأصوات، بما في ذلك المعارضة والقوى السياسية الأخرى.
وحول التحديات التي تواجه اللجنة التحضيرية، لفت شكاي إلى أن طريقة اختيار المحافظين الذين يديرون الجلسات قد تؤثر على نزاهة العملية، حيث قد يختارون حلفاءهم وأنصارهم، ما يعكس صدى صوت السلطة نفسها. وأضاف أن اللجنة تحتاج إلى توسيع مشاركتها لضمان تمثيل أوسع، خاصة في المناطق التي لا تزال خارج سيطرة الحكومة، مثل الحسكة والرقة ودير الزور.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع قسد، أشار شكاي إلى أن اللجنة أعلنت في البداية أنها لن تدعو قسد بسبب وجودها خارج سيطرة الحكومة، لكن التطورات الأخيرة، بما في ذلك الاتفاق بين قسد ودمشق، قد تغير هذا الموقف. وأكد أن المفاوضات مع قسد تتم على المستوى الرئاسي، وليس عبر وزارة الدفاع، ما يعكس حساسية هذا الملف.
وختاماً أكد شكاي على أن نجاح مؤتمر الحوار الوطني يعتمد على قدرة السلطة الحالية على إدارة العملية بشكل شفاف وعادل، مشيراً إلى أن التحديات كبيرة، لكن الفرصة متاحة لتحقيق مصالحة وطنية حقيقية إذا تمت الاستماع إلى جميع الأصوات دون إقصاء. وأكد أن الشارع السوري يحتاج إلى وقت لإنضاج تجربته السياسية، وأن المؤتمر التشاوري الحالي قد يمهد لمؤتمر وطني عام في المستقبل.