أكد المحلل السياسي والإعلامي جانبلات شكاي خلال حوار مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة ميلودي إف إم أن جولات الرئيس أحمد الشرع إلى المحافظات السورية، بدءاً من إدلب مروراً بحلب واللاذقية وطرطوس، تهدف إلى إظهار قرب الرئيس من هموم المواطنين وإعادة التواصل مع الشارع السوري. وأوضح شكاي أن هذه الجولات تأتي في سياق التحضير لمؤتمر الحوار الوطني، حيث تسعى الإدارة الجديدة إلى سماع آراء الشارع مباشرة، بعيداً عن الوساطات السياسية التقليدية.
ولفت شكاي إلى أن الرئيس الشرع يظهر في مناطق ليست بالضرورة بيئته السياسية، مما يعكس جرأة وإصراراً على كسر الحواجز بين القيادة والمواطنين. وأضاف أن هذه الزيارات، رغم المخاطر الأمنية، لاقت استقبالاً إيجابياً من الشارع، ما يدحض بعض الروايات التي تنشرها وسائل التواصل الاجتماعي. وتساءل: “هل يمكن أن تكون هذه الجولات بداية لمرحلة جديدة من التواصل المباشر بين القيادة والشعب؟”، مؤكداً أن الرئيس يسعى إلى تكريس صورة القائد القريب من الناس.
وعن زيارة الشرع إلى عفرين، اعتبر شكاي أن هذه الخطوة كانت ذات دلالة كبيرة، خاصة بعد تأكيد الرئيس على عودة الأكراد إلى منازلهم وحماية حقوقهم. وأشار إلى أن رد فعل مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، كان إيجابياً ودعا الرئيس لزيارة مناطق سيطرة قسد في الجزيرة السورية. وأضاف أن هذه الزيارة قد تكون جزءاً من تفاهمات مسبقة، لكنها تعكس رغبة في تعزيز الثقة بين المكونات الوطنية.
وحول امتداد هذه الجولات إلى مناطق مثل درعا والسويداء والحسكة، لفت شكاي إلى أن مثل هذه الزيارات ضرورية لتعزيز الوحدة الوطنية، خاصة في ظل غياب بعض القوى العسكرية عن احتفالات النصر الأخيرة. وأكد أن التوجه الحالي يتجه نحو لامركزية أوسع بدلاً من الفيدرالية، ما يعكس رغبة في تعزيز الاندماج الوطني. وتساءل: “هل ستنجح هذه الجولات في تعزيز ثقة الشارع السوري بالقيادة الجديدة؟”، مشيراً إلى أن الرئيس يجب أن يظهر كرئيس لجميع السوريين، وليس لفئة أو طائفة معينة.
وفيما يتعلق بالتعاطي الدولي مع هذه الجولات، أشار شكاي إلى أن النشاط الدبلوماسي الذي شهدته دمشق مؤخراً، بما في ذلك استقبال الضيوف والزيارات الخارجية، يعكس محاولة لاستقطاب ثقة المجتمع الدولي. وأضاف أن الصور الإيجابية للرئيس مع المواطنين قد تساعد في تحسين صورة سورية دولياً، لكن التحديات الاقتصادية تبقى عائقاً كبيراً.
وعن الوضع الاقتصادي، لفت شكاي إلى أن الشارع السوري يعاني من نقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، رغم الوعود التي أطلقتها القيادة الجديدة. وأكد أن تأمين الكهرباء بنسبة 25% إلى 50% يعتبر إنجازاً في ظل الظروف الحالية، لكنه لا يكفي لسد احتياجات المواطنين. وتساءل: “هل ستتمكن الإدارة الجديدة من تحسين الوضع المعيشي أم ستكرر أخطاء النظام السابق؟”، مشيراً إلى أن الشارع السوري يحتاج إلى نتائج ملموسة وليس وعوداً فقط.
وختم الحوار بالتأكيد على أن جولات الرئيس الشرع تمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز الثقة بين القيادة والمواطنين، لكن نجاحها يعتمد على قدرة الإدارة الجديدة على تحقيق نتائج ملموسة على الأرض. وأكد أن التحديات كبيرة، لكن الفرصة متاحة لبناء دولة أكثر انفتاحاً وشفافية إذا تمت الاستجابة لمطالب الشارع بشكل فعلي.