ظروف معيشية سيئة أرخت بظلالها على سوريا فاتجه عدد كبير من أطبائها للسفر للخارج شادين رحالهم باتجاه اوروبا والخليج وأفريقيا بحثا عن خيارات أفضل وخاصة الخريجين الجدد فهل تحولت هذه القصة إلى ظاهرة…؟؟؟
كشف مصدر في نقابة الأطباء أن غالبية خريجي كليات الطب البشري الجدد في الجامعات السورية، يسعون للسفر إلى خارج البلاد بهدف تحسين أوضاعهم المادية بالدرجة الأولى، في ظل تراجع الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد
وأشار المصدر إلى أن هناك العديد من الأطباء الذين يتقدمون إلى النقابة للحصول على وثائق تسمح لهم بالسفر، مضيفاً: “ليس كل طبيب يحصل على وثيقة السفر من النقابة بإمكانه أن يسافر، فهناك أطباء يحصلون عليها ولكن لا يسافرون”.
وسيم طبيب عيون متخرج حديثا يقضي حوالي ساعتين يوميا في معهد لتعليم اللغة الألمانية استعدادا لسفره بعد عدة اشهر
كون اتقان اللغة الألمانية هو أحد الشروط الاساسية التي تطلبها السفارة الألمانية حتى يتاح للمتقدمين فرصة تعديل الشهادة والحصول على عمل.
يقول وسيم بأن والده اضطر لبيع سيارته لدفع تكاليف سفره..
مؤكدا على ان مساعدة اهله ماديا هو احد دوافعه الاساسية للسفر
أما سنان طبيب القلبية يقول بأنه يسعى للسفر إلى ألمانيا لتطوير نفسه في هذا الاختصاص والحصول على راتب جيد بساعات عمل محدودة، مؤكدا على اصراره لتحقيق حلمه بامتلاك عيادة القلبية الخاصة به
الأطباء السوريون في المركز الأول
ذكرت شبكة (ARD) التلفزيونية الألمانية أن “النقص بعدد الأطباء في ألمانيا مايزال كبيراً، وقد يكون أحد الحلول لهذه المشكلة هو الأطباء القادمون من الخارج، الذين تضاعف عددهم بالفعل مقارنة بعام 2013”.
ووفقاً للأرقام و الاحصائبات فإن معظم الأطباء الذين لا يحملون جواز سفر ألماني يأتون من دول الاتحاد الأوروبي أو دول أوروبية أخرى وكذلك من دول الشرق الأوسط.
حيث تصدّر السوريون قائمة الأطباء الأجانب في ألمانيا، إذ بلغ عددهم وفق آخر إحصائية للجمعية الطبية الألمانية 6 آلاف و120 طبيباً سورياً، في حين جاء بالمرتبة الثانية الأطباء القادمون مِن رومانيا وبلغ عددهم 4 آلاف و668 طبيباً، وتلتها النمسا (2993)، واليونان (2943)، وروسيا (2941)، وتركيا (2628).
خدمة العلم ليست سبب للسفر والهجرة
يهاجر الأطباء للخارج رغبة بتأمين ظروف معيشية أفضل لهم ولأسرهم، في الوقت الذي تراجع نوعا ما هاجس الخوف من الخدمة العسكرية أو الاضطرار إلى دفع بدل نقدي مقابل الإعفاء، بعدما نجحت قرارات صادرة عن الجيش ونقابة الأطباء بتحسين ظروف الأطباء الملتحقين.
إذ باتت المدة المطلوبة للخدمة تقتصر على سنة ونصف السنة، يقضيها الطبيب في مشفى عسكري في الموقع الذي يختاره. ويشمل هذا الأطباء المختصّين وحديثي التخرج وصولًا إلى أطباء الأسنان والصيادلة. وبحسب أطباء التحقوا بالخدمة، أدّت هذه القرارات إلى تزايد أعداد المتقدمين إلى الخدمة العسكرية، خصوصًا أن تسريحهم من الخدمة يحصل فعلًا بعد عام ونصف العام
في بعض الدول.. ظروف عمل غير مثالية
ظروف عمل الأطباء المنتقلين إلى دول عربية أو إفريقية ليست دائماً كما يتمنون فبعض الأطباء لايحصلون على إقامات تسمح لهم بالعمل، ما يجعل ممارستهم اختصاصاتهم في دول مثل العراق محفوفة بالمخاطر وأحيانا أخرى تتراجع الأجور أو لا يتم سدادها في الوقت المحدد وتزداد هذه المخاطر عند العمل في بلدان غير مستقرة كالصومال أو السودان أو جنوب السودان.
كما أن سوق العمل في الخليج بات أكثر تنافسية، مع اتجاه دوله إلى منح الأفضلية لمواطنيها، وفرضها شروطًا صعبة على الوافدين، من بينها الحضور والبحث عن الفرص مع وجود احتمال عالٍ لعدم نيلهم القبول، وهو ما يرتب خسارات مالية باهظة تزيد أوضاعهم سوءاً
محاولات للتحسين…
مصدر في نقابة الأطباء أشار إلى أنه “تم اتخاذ العديد من الإجراءات لتحسين وضع الأطباء وتحفيزهم وذلك للحفاظ على الكادر الطبي وخصوصاً الأطباء الجدد، فالطبيب السوري مرغوب في الكثير من البلدان”.
وأكد بأن مؤتمر النقابة السنوي الذي سيُعقد في أيار المقبل، ستطرح فيه العديد من المسائل التي تخص أمور المهنة وخصوصاً المتعلقة بزيادة راتب الأطباء المتقاعدين وبالصعوبات التي تواجه عمل الأطباء وتطوير مهنة الطب والتأمين الصحي وغيره من الأمور التي تخص الأطباء، في محاولة للتخفيف من حالات مغادرة الأطباء البلاد
ومن الجدير بالذكر اصدار مرسوم سابق برفع سن التقاعد للطبيب حتى 65 سنة، في مسعى للحفاظ على الكوادر صاحبة الخبرة، كما تم تداول اقتراحات تدعو إلى رفع مستوى استيعاب الجامعات للمقبولين في كليات الطب، بغرض رفد البلاد بعدد أكبر من الخريجين لتعويض الفاقد في القطاع الصحي.
مراجعة طبيب مختص تحول لترف وغلاء اسعار الادوية ومراجعة المشافي الخاصة أصبح عبئا ثقيلا جعل الكثير من السوريين يكتفون بطب الأجداد والمداوة بالأعشاب الا في حالات اشتداد المرض
جميع هذه الظروف دفعت العديد من العاملين في القطاع الطبي إلى إغلاق عياداتهم والبحث عن فرص عمل في الخارج
ناشدين اكتفائهم واكتفاء أسرهم ماديا ومعنويا
تقرير رولا احمد -shamnews.info