رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في كلمة حول المستجدات الأخيرة في الساحل السوري:
لقد مرّت بلادُنا بتجارُبَ مريرةٍ وصعبةٍ خلالَ السنواتِ الماضية، حتى نالت حريتها وحققت ثورةُ الشعبِ أهدافَها، ثم تعرضت مؤخراً لمحاولاتٍ عديدة، لزعزعةِ استقرارِها وجرِّها إلى مستنقعِ الفوضى.
الرئيس الشرع: واليوم، ونحنُ نقفُ في هذه اللحظةِ الحاسمة، نجدُ أنفسَنا أمامَ خطرٍ جديد، يتمثلُ في محاولاتِ فلولِ النظامِ السابقِ ومَن وراءَهم منَ الجهاتِ الخارجية، خلقَ فتنةٍ جديدة، وجرَّ بلادِنا إلى حربٍ أهلية، بهدفِ تقسيمِها وتدميرِ وحدتِها واستقرارِها.
الرئيس الشرع: علينا أن نعترف بالحقائق أن النظام الساقط خلّف جراحات عميقة أثناء فترة حكمه، فرع فلسطين وصيدنايا والأفرع الأمنية والاغتصاب والكيماوي والتهجير وهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، كل ذلك ترك جراحا من الصعوبة بمكان أن تندمل، وكان من نتائجها ما حدث بالأمس رغم سعي الدولة من اللحظة الأولى للانتصار من منع وقوع ذلك.
الرئيس الشرع: منذ اللحظات الأولى قمنا بتعزيز المنطقة بالقوات الأمنية لحماية السلم الأهلي ومنع حدوث حالات ثأرية، هذه القوات تمت مهاجمتها وقتلوا العديد منها قتلاً وحرقاً واعتدوا على الأهالي هناك، ومن قام بهذه الجريمة النكراء هم أنفسهم من قاموا بالجرائم البشعة ضد الشعب السوري خلال الـ 14 عاما الماضية.
الرئيس الشرع: ما دروا أنهم بذلك قد كسروا الجدار الذي يحافظ على السلم الأهلي مما أدى لوقوع تجاوزات وعمت بعض الفوضى التي شاهدناها جميعاً، وعليه فإنه علينا جميعاً أن نتمتع برباطة الجأش وأن نكون أقوياء في مواجهة من يحاول أن يثير النعرات الطائفية والخصومات البينية.
الرئيس الشرع: نؤكدُ للشعبِ السوريِّ ولكل مَن يهمُهُ أمرُ وطنِنا، أننا لن نتسامحَ معَ فلولِ الأسدِ الذينَ قاموا بارتكابِ الجرائمِ ضدَّ قواتِ جيشِنا ومؤسساتِ الدولة، وهاجموا المستشفياتِ وقتلوا المدنيينَ الأبرياء، وبثّوا الفوضى في المناطقِ الآمنة. فليس أمامَ هؤلاءِ سوى خيارٍ واحد؛ وهو تسليمُ أنفسِهم للقانونِ فورًا.
الرئيس الشرع: نؤكدُ أننا سنحاسبُ بكلِ حزمٍ ودونَ تهاونٍ كلَّ مَن تورطَ في دماءِ المدنيينَ أو أساءَ إلى أهلِنا، ومَن تجاوزَ صلاحياتِ الدولةِ أو استغلَّ السلطةَ لتحقيقِ مآربهِ الخاصة، فلن يكونَ هناكَ أيُّ شخصٍ فوقَ القانون، وكلُّ من تلوثتْ يداهُ بدماءِ السوريين، سيواجهُ العدالةَ عاجلاً غيرَ آجل.
الرئيس الشرع: إننا نجرّمُ أيَّ دعوى أو نداءٍ يسعى للتدخلِ في شؤونِ بلادِنا، أو يدعو لبثِّ الفتنةِ وتقسيمِ سوريا الحبيبة، فلا مكانَ بيننا لمثل تلك الدعوات، سوريا، بكلِّ مكوناتِها، ستظلُ موحَّدةً بعزيمةِ شعبِها، وقوةِ جيشِها، ولن نسمحَ لأيِّ جهةٍ كانت أن تعبثَ بوِحدتِها الوطنية، أو تفسدَ السلمَ الأهليّ.
الرئيس الشرع: بناءً على ما سبق، فإننا قد أعلنا عن تشكيلِ لجنةٍ لتقصي الحقائقِ للنظرِ والتحقيقِ في أحداثِ الساحل، وتقديمِ المتورطينَ إلى العدالة، وكشفِ الحقائقِ أمامَ الشعبِ السوري، ليعلمَ الجميعُ مَنِ المسؤولُ عن هذهِ الفتنِ والمخططات.
الرئيس الشرع: كما سنعلن عن تشكيلِ لجنةٍ عليا للحفاظِ على السلمِ الأهليّ، وستكونُ مكلفةً من قبلِ رئاسةِ الجمهوريةِ بالتواصلِ المباشرِ معَ الأهالي في الساحلِ السوريّ، للاستماعِ إليهِم، وتقديمِ الدعمِ اللازم، بما يضمنُ حمايةَ أمنِهم واستقرارِهم، ويعززُ الوحدةَ الوطنيةَ في هذه المرحلةِ الحساسة.
الرئيس الشرع: في الختام، نوجهُ دعوتَنا إلى جميعِ الدولِ في الإقليمِ والعالم؛ للوقوفِ إلى جانبِ سوريا في هذه اللحظةِ التاريخية، وليؤكدوا احترامَهمُ الكاملَ لوحدتِها وسيادتِها.
الرئيس الشرع: إنَّ سوريا ستظلُ صامدة، ولن نسمحَ لأيِّ قوىً خارجيةٍ أو أطرافٍ محلية، بأن تجرَّها إلى الفوضى أوِ الحربِ الأهلية، ونحنُ على العهدِ ماضون، مصممونَ على المضيِّ قدمًا نحوَ المستقبلِ الذي يليقُ بشعبِنا العظيم.