من المقرر أن تعقد إيران والولايات المتحدة الأمريكية، اليوم السبت، الجولة الأولى من المفاوضات غير المباشرة حول ملف طهران النووي في العاصمة العُمانية مسقط. ماذا حدث قبل حلول موعد إجرائها؟
في عام 2015، وقّعت المملكة المتحدة وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيران، اتفاقا نوويا دعا إلى رفع العقوبات عن إيران مقابل كبح برنامجها النووي. خلال ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأولى، انسحبت الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي الإيراني وأعادت فرض العقوبات على طهران. وردًا على ذلك، أعلنت إيران عن تخفيض تدريجي لالتزاماتها بموجب الاتفاق، والتخلي، على وجه الخصوص، عن القيود المفروضة على البحوث النووية ومستوى تخصيب اليورانيوم.
بعث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مارس/ آذار الماضي، برسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، تتضمن اقتراحا بإجراء مفاوضات حول البرنامج النووي لإيران. في الوقت نفسه، في تصريحات أخرى، هدد ترامب بالقصف في حال رفض إيران إبرام صفقة. ورفضت إيران اقتراح إجراء مفاوضات مباشرة ما دامت البلاد تحت الضغط والتهديدات.
وعلى الرغم من ذلك، اتخذ الطرفان الخطوة الأولى تجاه بعضهما بعضا، إذ أعلن ترامب أن مفاوضات ستعقد مع إيران، في عُمان في 12 أبريل/ نيسان الجاري.
وكانت طهران، قد كشفت الأسبوع الماضي، عن ردها على الرسالة وجهها الرئيس الأمريكي للمرشد الإيراني، أبدت فيها استعدادا للتفاوض غير المباشر بشأن ملفها النووي، ورفع العقوبات، من خلال طرف ثالث.
وسيقود وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مفاوضات غير مباشرة حاسمة بشأن البرنامج النووي لطهران.
ووفقا لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، فستكون “المفاوضات مباشرة”، لكن هذا الطرح تعارض مع ما أعلنه كل من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ووزير خارجيته عباس عراقجي، إذ أكدا أن المفاوضات ستجري عبر وسطاء، وليس بشكل مباشر.
وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية، على لسان المتحدث باسمها إسماعيل بقائي، أمس الجمعة، أن طهران ستمنح هذه الجولة من المفاوضات “فرصة حقيقية”، مشددة على التزامها بالمسار الدبلوماسي دون استباق النتائج.
الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أعلن أن الولايات المتحدة الأمريكية، مستعدة لتقديم تنازلات في المفاوضات مع إيران عند مناقشة البرنامج النووي. ووفقا له، فإن “الخطوط الحمراء” لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تشير إلى أن إيران ستتوقف عن إنتاج الأسلحة النووية. وقال إنه “خلال المفاوضات في عُمان يوم السبت، سيكون أول طلب لإدارة ترامب، هو أن تنهي طهران برنامجها النووي”