في حوار مع شبكة شام نيوز إنفو عبر أثير إذاعة فيرجن إف إم، غاص الكاتب والمحلل السياسي محمد أحمد الطاهر في أعماق ملف العقوبات الدولية المفروضة على سورية، مقدماً تحليلاً شاملاً للعوامل الجيوسياسية والاقتصادية المحيطة بهذا الملف الشائك.
أكد الطاهر أن العقوبات الغربية على سورية تمثل نموذجاً معقداً للضغط السياسي الممزوج بالأجندات الاقتصادية، حيث تجاوزت كونها مجرد أدوات عقابية لتصبح جزءاً من استراتيجية متعددة الأوجه تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة السياسية في المنطقة. هذه العقوبات التي تراكمت على مدى سنوات، أحدثت تشوهاً هيكلياً في البنية الاقتصادية السورية، أثر على كافة مناحي الحياة من القطاع المصرفي إلى سلاسل التوريد الأساسية للسلع الحيوية.
وأشار المحلل السياسي إلى أن زيارة الوفد السوري لواشنطن تفتح باباً للحديث عن إمكانية تغيير هذا الواقع، معتبراً أن القرار الأمريكي لم يكن منفصلاً عن التحولات الإقليمية والدولية الكبرى. فالتغير في موازين القوى العالمية، والنزاعات الدائرة في عدة جبهات، والرهانات الاقتصادية الكبرى، كلها عوامل دفعت باتجاه إعادة النظر في السياسات التقليدية.
كما تطرق الطاهر إلى التداخل بين الملف الاقتصادي والمسارات السياسية، حيث أوضح أن أي حديث عن تخفيف العقوبات يرتبط بشكل عضوي بالتسويات السياسية المطروحة. فمن وجهة نظره، تريد واشنطن استخدام الورقة الاقتصادية كأداة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية، بينما تسعى دمشق لتفكيك هذه المعادلة عبر إيجاد قنوات اتصال بديلة وحلفاء جدد في الساحة الدولية.