لم يستجب رأس النظام الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للهدنة المؤقتة التي أعلنت عنها روسيا خلال الأيام التي ستجري بها الفعاليات الاحتفالية بمناسبة النصر في الحرب الوطنية العظمى، لم يكتف بتهديد روسيا فحسب ، بل توعّد بطريقة غير مباشرة زعماء العالم الذين سيحضرون فعاليات هذا اليوم في الساحة الحمراء بموسكو، قالها زيلينسكي بشكل صريح لا لبس فيه بأنه ” لا يضمن الأمن في 9 مايو على الأراضي الروسية ، وهذا ما اعتبرته الخارجية الروسية “تهديداً مباشراً من إرهابي دولي”.
بعد تصريح زيلينسكي أكد الكرملين أن القوات الروسية ستحترم أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف إطلاق النار، لكن في نفس الوقت إن تعرضت لأي هجمات مباغتة من الجانب
الأوكراني فسترد فوراً، وبالفعل التزمت موسكو بشكل صارم بوقف إطلاق النار، فلم تسمع أي صافرات إنذار في أوكرانيا تحذر من طائرات مسيرة أو صواريخ روسية قادمة منذ
دخول الهدنة حيز التنفيذ ، إلا أن زيلينسكي خرق الاتفاق في هذا اليوم في إثبات واضح على إصراره على إفشال أي محاولة سلام أو اتفاق يقضي إلى وقف الحرب في المستقبل، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية رصدها 488 خرقاً أوكرانياً للهدنة، عدا عن محاولة القوات الأوكرانية مرتين اختراق حدود روسيا في مقاطعة كورسك.
لا يعتبر النظام الأوكراني نفسه أنه طرفاً في أي مبادرة سلام، يصر على التعنت وتحويل نفسه إلى خلية إرهابية تشكل تهديداً ليس فقط على روسيا، أمام كل اتفاق سلام يفشل نظام كييف فشلاً ذريعاً في الاختبار، لا يأخذ زيلينسكي أي مبادرة على محمل الجد، ووصف هذه الهدنة المؤقتة أنها مجرد هدنة رمزية في تعمد واضح للتقليل من شأن الهدنة الروسية، حتى أن خطة
التسوية والإنقاذ التي قدمها الرئيس دونالد ترامب لحل ملف الصراع الروسي الأوكراني قابلتها أوكرانيا بالرفض، ما جعل ترامب -الذي شكك في بداية الأمر باستجابة روسيا
للسلام- ، متأكداً أن المشكلة لا تكمن في إقناع روسيا بإيقاف الحرب ، بل المشكلة الكبرى هي عناد نظام كييف وإصراره على خداع الشعب الأوكراني وتدمير بلاده ونشر تجربته الإرهابية إلى قارات أخرى كما فعل في “مالي” عندما نفذ سلسلة من الأعمال المتطرفة وكذلك في سوريا سابقاً عندما دعم جماعات متطرفة بالمسيرات والسلاح، واليوم يتباهى وأجهزته الأمنية بقدرته على تدبير المكائد وزعزعة الأمن والاستقرار في ذكرى الانتصار على النازية ، العيد الذي يفترض
أن يكون وطنياً ليس بالنسبة لروسيا فحسب ، بل بالنسبة لأوكرانيا، وهذا أكبر دليل على أن زيلينسكي لا يوجد لديه أي اعتبار للمقدسات أو المحرمات ، بعد تهديده بالقضاء جسدياً على المحاربين القدامى الذين سيشاركون في المسيرات والاحتفالات في عيد النصر.
ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية أشارت إلى جهود زيلينسكي الحثيثة في إسقاط الرموز الثقافية والتاريخية المرتبطة بالنصر على النازية ، وليس فقط إسقاط مبادرات
السلام، لدرجة “يتم في أوكرانيا هدم النصب التذكارية لأبطال الحرب الوطنية العظمى، ونبش قبور جنود الجيش الأحمر بشكل وحشي، ويتم
حظر الأداء الواسع النطاق للأغاني باللغة الروسية ويتم الاستهزاء برموز النصر، كلها أدلة على أن زيلينسكي في 9 مايو سيكرم ذكرى ليس جده، الجندي الذي قاتل في الخطوط الأمامية خلال الحرب العظمى، بل سيقوم كخائن جبان بتقديم التحية للفاشيين”.
المشكلة الأكبر أن زيلينسكي يراهن بأوراق خاسرة، لم يفشل فقط في إحلال السلام في بلاده ، بل فشل أيضاً في كسب ود ترامب، وكذلك في تهديده لروسيا خلال اليومين الأخيرين ،فرغم خرقه لاتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولته عزل روسيا عن الساحة الدولية ومنع
زعماء العالم من زيارتها في يوم الانتصار على النازية من خلال تهديده المباشر بقصف موسكو والترويج على أن روسيا غير آمنة للضيوف والاحتفالات ، إلا أنه لم يحقق أياً
من أهدافه، فهجماته على موسكو بالمسيّرات لليلتين متتاليتين تم إحباطها من قبل القوات الروسية، وحضر احتفالات عيد النصر ما لا يقل عن عشرين زعيماً عالمياً يمثلون نحو 3.6 مليار نسمة على أقل تقدير، فأي
رهان هذا؟؟!!!