تشهد محافظة دير الزور جهوداً متواصلة لإعادة الحياة إلى شرايينها الحيوية، عبر مشاريع ترميم وتأهيل مواقع شهيرة ومنها الجسور التي طالها التدمير خلال سنوات الحرب، وتأتي هذه الخطوة في إطار تحسين البنية التحتية وتسهيل حركة المواطنين بين ضفتي نهر الفرات، ما يعكس إصراراً واضحاً على تجاوز آثار الدمار واستعادة مقومات الاستقرار.
أولوية للسلامة والتنقل
بدأت مديرية الخدمات الفنية، بالتنسيق مع إدارة منطقة البوكمال، أعمال إعادة تأهيل جسر الباغوز، بعد وصول المعدات المطلوبة.
هذا الجسر يشكل صلة وصل بين منطقتي الباغوز والبوكمال، ويهدف إلى الحد من مخاطر استخدام العبارات المائية، إلى جانب تأمين مرور المواطنين بوسائل أكثر أماناً واستقراراً.
ماذا عن الباغوز؟
شهد جسر الباغوز تحولات مهمة منذ تشغيله عام 2022، واستخدم الجسر كمعبر تجاري غير معلن، بإشراف مزدوج، وتحول لاحقاً إلى نقطة تهريب رئيسية للمحروقات والطحين عبر نهر الفرات، وانتشار نقاط تهريب متعددة على امتداد النهر ساهم في تعزيز أنشطة غير مشروعة، قبل أن تتوقف بفعل التغيرات الأمنية والرقابة الأشد.
تاريخ من الدمار والمقاومة
شهدت جسور دير الزور، مثل الجسر المعلق، جسر الميادين، جسر الصالحية، جسر العشارة، وجسر البوكمال – الباغوز، دماراً واسعاً نتيجة استهداف مباشر من مختلف الأطراف المتصارعة.
تنظيم “داعش” فجّر عدداً منها عام 2018 بهدف عرقلة تقدم القوات المعادية له، في حين شنت طائرات التحالف الدولي والنظام السابق غارات ألحقت دماراً بالغاً بالبنية التحتية، بهدف تقليص حرية حركة التنظيمات المسلحة.
حل مؤقت وضروري
تسير أعمال إعادة تأهيل الجسر الترابي في دير الزور بسرعة ملحوظة، ويُتوقع أن يُفتتح قريباً ليكون المنفذ الوحيد المتبقي بين ضفتي المدينة.
يمتد الجسر لمسافة 25 متراً من الحديد، بينما يُستكمل الجزء الآخر بالردم والتزفيت، لضمان استمرارية حركة النقل، يمثل هذا الجسر حلًا حيويًا مؤقتًا بين أحياء الحويقة وحطلة، في ظل غياب الجسور المدمرة.
طريق التعافي
تُعد مشاريع ترميم الجسور في دير الزور خطوة أساسية على طريق التعافي، فبينما تحمل هذه المعالم آثار الحرب، فإن إعادة بنائها ترمز إلى إرادة الحياة وإصرار المجتمع المحلي على تجاوز المحن وبناء مستقبل أكثر استقراراً، وإن استعادة الجسور ليست مجرد بنية تحتية، بل إعادة ربط للناس، للمدن، وللأمل.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info