تشهد سوريا منذ أكثر من عقد دماراً واسعاً طال البنية التحتية والمساكن، ما تسبب في نزوح ملايين السوريين، وفي ظل هذه الأوضاع الإنسانية المتدهورة، تبرز جهود منظمة “قطر الخيرية” كمثال حي على التضامن العربي والإسلامي، عبر إطلاقها مشروعاً طموحاً لإعادة ترميم المنازل في مناطق متفرقة من البلاد، بهدف إعادة الحياة إلى القرى المدمرة وتوفير بيئة كريمة للعودة والاستقرار.
الانطلاقة والأهداف
باشرت منظمة “قطر الخيرية” تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ضخم لترميم 1500 منزل في عموم سوريا، تبدأ بإطلاق أعمال ترميم 300 منزل في قرية العمقية، الواقعة بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
ويأتي هذا الجهد بالتعاون مع فريق الاستجابة الطارئة، ضمن حملة شاملة أُطلقت خلال شهر رمضان المبارك، بدعم من أهل الخير في دولة قطر، بهدف إعادة تأهيل المنازل المتضررة من القصف، وتمكين الأسر من العودة إلى بيوتها بكرامة وأمان.
أبعاد إنسانية وتنموية
لا يقتصر هذا المشروع على الجانب العمراني، بل يتعداه ليحمل أبعاداً إنسانية عميقة، من خلال تحسين ظروف المعيشة وتعزيز الاستقرار الاجتماعي في المناطق المتأثرة بالنزاع.
ويُنظر إلى هذا التدخل كأداة لإعادة بناء الأمل في نفوس العائدين، لا سيما بعد سنوات طويلة من النزوح والمعاناة. فالترميم هنا يعني أكثر من مجرد ترميم جدران؛ إنه بناء للكرامة وترسيخ لأسس مستقبل أفضل.
تصريحات ودلالات
في فعالية إطلاق المشروع، عبّر عبد العزيز حجي، مدير إدارة العمليات التنموية في “قطر الخيرية”، عن فخره بالمشاركة في هذا العمل الإنساني، مؤكداً أن المشروع يهدف إلى خلق بيئة حاضنة للعودة والاستقرار، وموجهاً شكره لكل من ساهم في حملة التبرعات، خاصة في ليلة الـ27 من رمضان، كما أشار إلى أن تنفيذ المشروع سيتم بالتنسيق مع الجهات المحلية، لضمان الشفافية والجودة واستدامة النتائج.
بارقة أمل
يمثل مشروع ترميم المنازل الذي تقوده “قطر الخيرية” بارقة أمل لآلاف السوريين، ممن فقدوا منازلهم بسبب الحرب. هذه المبادرة ليست فقط فعل إحسان، بل هي استثمار في الإنسان والمستقبل، ودليل حي على أن التضامن والعمل الخيري قادران على صناعة الفرق، وإحياء الأمل في أكثر الأماكن حاجة إليه.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info