في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، حلل الكاتب الصحفي أحمد يوسف الأوضاع المعقدة في ليبيا، مشيراً إلى أن المشهد الليبي الحالي يعكس تشابكاً خطيراً بين العوامل الداخلية والخارجية. وأكد يوسف أن ليبيا تعيش حالة من الفراغ السياسي والمؤسساتي، حيث تتهاوى مؤسسات الدولة أمام هيمنة الميليشيات المسلحة التي تجاوز عددها 400 فصيل مختلف. هذه التركيبة المعقدة تجعل من إقامة حكومة شرعية قادرة على توحيد البلاد مهمة شبه مستحيلة في المدى المنظور.
أوضح يوسف أن الملف الليبي لا يمكن فصله عن التحولات الإقليمية، وخاصة ما حدث في سوريا، حيث تتداخل نفس القوى الفاعلة في كلا البلدين. وأشار إلى أن تركيا تلعب دوراً سلبياً في تعقيد الأزمة الليبية، حيث تحاول تعويض خسائرها في سوريا عبر تعزيز نفوذها في ليبيا. هذا التدخل الخارجي، إلى جانب العقلية القبلية السائدة في المجتمع الليبي، يجعل من الصعب تحقيق أي تقدم نحو الاستقرار.
من جهة أخرى، تناول يوسف الدور الروسي في المشهد الليبي، معتبراً أن موسكو استطاعت تحقيق قدر من الاستقرار النسبي في مناطق نفوذها، لكن هذا الاستقرار يبقى جزئياً ولا يحل الأزمة الجذرية. وأكد أن روسيا، رغم قوتها، تواجه تحديات كبيرة في فرض حل دائم، خاصة مع تنافس القوى الدولية الأخرى وتشعب مصالحها في المنطقة.
أشار يوسف إلى أن أوروبا، رغم قربها الجغرافي من ليبيا، فشلت في لعب دور فاعل في حل الأزمة، وذلك بسبب أزماتها الداخلية وتراجع نفوذها الإقليمي. كما لفت إلى أن الولايات المتحدة، بانشغالها بالصراع مع الصين، أهملت الملف الليبي، أما روسيا فتلعب دوراً رئيسياً في ليبيا اليوم.
في ختام تحليله، أكد يوسف أن حل الأزمة الليبية يتطلب ثلاثة عناصر أساسية: إنهاء التدخلات الخارجية التي تغذي الصراع، نزع سلاح الميليشيات وإعادة بناء المؤسسات الأمنية، وإجراء انتخابات حقيقية تنتج حكومة شرعية قادرة على توحيد البلاد. ورغم التشاؤم السائد، أعرب عن أمله في أن تدفع التطورات الإقليمية نحو إعادة تقييم السياسات الدولية تجاه ليبيا، مع تحذيره من أن الطريق نحو الاستقرار لا يزال طويلاً وشاقاً.