في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، تناول المحلل السياسي حسام طالب التطورات الأخيرة في العلاقات بين سورية وتركيا، معتبراً أن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع الثالثة إلى أنقرة تمثل نقطة تحول في المسار الثنائي بين البلدين. وأوضح طالب أن تركيا باتت شريكاً استراتيجياً لا غنى عنه لسورية نظراً للحدود المشتركة الممتدة على مسافة 950 كيلومتراً والروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع البلدين.
أشار طالب إلى أن العلاقات السورية التركية تشهد تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، خاصة في الملفات الأمنية والاقتصادية. ولفت إلى أن تركيا لعبت دوراً محورياً خلال السنوات الماضية كمنفذ حيوي لسورية في مواجهة الحصار والعقوبات، مما يجعل من التقارب الحالي استمراراً طبيعياً لمسار بدأ يتشكل منذ فترة.
في سياق تحليل الأبعاد الاستراتيجية لهذا التقارب، أكد طالب أن السياسة الخارجية السورية الجديدة تقوم على مبدأ التوازن الدقيق في العلاقات الإقليمية والدولية. وأوضح أن الرئيس الشرع يسعى إلى تعزيز المصالح الوطنية مع الحفاظ على التحالفات القائمة، حيث تمكن من خلق توازن بين العلاقات مع تركيا والمملكة العربية السعودية من جهة، وبين الولايات المتحدة وروسيا من جهة أخرى.
توقف طالب عند ملف التعاون في مجال الطاقة بين البلدين، مشيراً إلى أن اختيار سورية للغاز التركي جاء بناء على اعتبارات عملية بحتة تراعي المصلحة الوطنية. وأوضح أن العقود المطروحة خضعت لتقييم دقيق، حيث تفوق العرض التركي من حيث سرعة التنفيذ والتكلفة، مما يخدم احتياجات الشعب السوري الملحة في مجال الكهرباء.
في الجانب الأمني، تناول طالب ملف قوات سورية الديمقراطية، مؤكداً أن الموقف السوري والتركي متقارب بشأن ضرورة دمج هذه القوات في الجيش السوري. وأشار إلى أن هذا التوجه يخدم الاستقرار الإقليمي ويمنع أي ذريعة للتدخلات الخارجية، خاصة بعد حل حزب العمال الكردستاني وخروج عناصره من سورية.
كما حذر طالب من محاولات بعض الأطراف الإقليمية عرقلة عملية الاستقرار في سورية، مشيراً إلى أن إسرائيل وإيران تمثلان التحدي الأكبر في هذا المجال. وأوضح أن تل أبيب تسعى للحفاظ على مصادر ضغط على دمشق، بينما تبدو طهران قلقة من نجاح النموذج السوري في تحقيق المصالحة الوطنية.
في الختام، أشاد طالب بالتحول الإيجابي في الموقف التركي الذي انتقل من منطق الوصاية إلى منطق الشراكة، معتبراً أن أنقرة أدركت أن التعامل مع حكومة شرعية في دمشق أكثر فائدة من التعامل مع فصائل متناحرة. وأكد أن السياسة الخارجية السورية الجديدة تقوم على أسس عملية تخدم المصالح الوطنية بعيداً عن الخطابات الشعبوية، وهو ما أثبت جدواه من خلال رفع العقوبات واستعادة سورية لمكانتها الإقليمية.