في حديث خاص مع شبكة شام نيوز إنفو على أثير إذاعة فيرجن إف إم، حلل الخبير السياسي حسام طالب تداعيات الأزمة الأوكرانية على الملف السوري، مشيراً إلى أن الاهتمام الروسي بسورية لم يتراجع رغم الانشغال الروسي بالأحداث في أوكرانيا.
أوضح طالب أن المشروع الأمريكي بقيادة ترامب في أوكرانيا لم “يمت بسلام” كما تزعم بعض وسائل الإعلام الغربية، بل يواجه تحولات تكتيكية. ولفت إلى الاختلاف في تعامل ترامب مع الحلفاء الأوروبيين مقارنة بشركائه في الشرق الأوسط، مستشهداً بتباين خطابه تجاه الرئيس الفرنسي ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
في سياق التحليل الإستراتيجي، توقف طالب عند التطور الأخير في الموقف الأمريكي المتمثل برفع الحظر عن توريد الصواريخ بعيدة المدى لأوكرانيا. وفسر هذا القرار بأنه رسالة واضحة من ترامب لزيلينسكي تقدم له خيارين: إما الاستمرار في الحرب أو القبول بخطة السلام الأمريكية. وأشار إلى أن الظهور الإعلامي المتكرر لزيلينسكي في وسائل الإعلام الأمريكية شكل ضغطاً على ترامب وأثر في قراراته.
أما فيما يخص التوازنات الدولية، فقد أكد طالب على الهيمنة الأمريكية العالمية، مشيراً إلى أن لا روسيا ولا الصين تستطيعان تحريك أي ملف دولي بمعزل عن مصالح أمريكا. وضرب مثلاً بالضغوط الصينية على تايوان التي لم تنجح بسبب العقود الأمريكية التكنولوجية مع الجزيرة.
في المحور السوري، نوه طالب إلى استمرار التوافق الروسي الأمريكي حول ملفات عديدة رغم الخلافات الظاهرة، معتبراً أن سياسة الاستنزاف الأوروبي تخدم مصالح الطرفين. وخلص إلى أن التصادم مع المصالح الأمريكية يبقى خياراً غير حكيم في المعادلات الدولية الراهنة.
اختتم طالب حديثه بالتأكيد على أن سورية استفادت من هذه التحولات الدولية في تعزيز موقعها الإقليمي، حيث نجحت الدبلوماسية السورية في استثمار المتغيرات الدولية لصالح الملف الوطني، مع الحفاظ على التحالفات الاستراتيجية وبناء شراكات جديدة تخدم مصلحة الشعب السوري.