في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على أثير إذاعة ميلودي إف إم، حلل جانبلات شكاي رئيس تحرير صحيفة الوطن السورية التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، مشيراً إلى أن ما حدث يمثل جزءاً من معادلة دولية معقدة تتفاعل فيها مصالح القوى الكبرى مع الصراعات الإقليمية.
أكد شكاي أن صمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال هذه الأزمة، رغم الاتفاقية الدفاعية الاستراتيجية بين موسكو وطهران، يعكس مفاوضات مكثفة جرت بين القيادتين الروسية والأمريكية حول الملف الأوكراني. وأشار إلى أن المشهد الذي ظهر فيه الرئيس الأمريكي وهو يوبخ نظيره الأوكراني كان مؤشراً على هذه الترتيبات الخلفية التي دفعت بوتين للالتزام الصمت.
في سياق التحليل الإقليمي، لفت شكاي إلى وجود توافقات دولية وإقليمية بشأن الملف السوري والصراع العربي-الإسرائيلي، لكنه أشار إلى وجود تيار داخل إسرائيل يعمل على تقويض هذه التوافقات. وفسر استمرار التيار اليميني المتطرف في إسرائيل بوجود ما أسماه “تيار المقاومة” الذي كان النظام السوري السابق أحد رموزه الرئيسية. وأضاف أن سقوط هذا النظام أدى إلى زوال المبررات التي كان يستند إليها التيار المتطرف في إسرائيل، مما يفسر التصرفات غير المحسوبة التي شهدتها الأحداث الأخيرة في غزة.
حول طبيعة المواجهة الأخيرة بين إيران وإسرائيل، استبعد شكاي أن تكون مجرد “مسرحية مفتعلة”، لكنه اعتبر أنها قد تكون محاولة لإضعاف التيار المتطرف في إسرائيل وتمهيد الطريق لتسوية سياسية. وأشار إلى أن الخسائر الإسرائيلية التي تكبدتها خلال هذه المواجهة تمنع اعتبار الأمر مجرد تمثيلية، معتبراً أن هذه التطورات قد تنعكس إيجاباً على استقرار المنطقة ككل.
في المحور الفلسطيني، أكد شكاي أنه ليس ضد وجود اليهود كيهود في فلسطين، لكنه دعا إلى إقامة نظام ديمقراطي يشبه تجربة جنوب أفريقيا، حيث يشارك جميع الفلسطينيين والإسرائيليين في انتخابات ديمقراطية على أرض فلسطين التاريخية. واعتبر أن مثل هذا الحل سيفرض على إسرائيل الانسحاب من الجولان والمناطق المحتلة في جنوب لبنان، مما سيغير وجه المنطقة إلى الأبد.
ختاماً، تناول شكاي مصير المشروع الصهيوني، مؤكداً أن أي كيان في المنطقة يمكن أن يكون مقبولاً إذا قام على أساس العدل والمساواة، بغض النظر عن تسميته أو هويته. وأشار إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في إقامة نظام يعامل جميع المواطنين على قدم المساواة، وهو ما قد يشكل حلاً جذرياً للصراعات المزمنة في المنطقة.