في حديث خاص عبر أثير إذاعة فيرجن إف إم، حلل المحلل السياسي حسام طالب تطورات الموقف البريطاني من سوريا وارتباطه بمسار التطبيع مع إسرائيل، خلال حوار مطول مع شبكة شام نيوز إنفو.
أوضح طالب أن التحرك البريطاني الأخير تجاه سوريا يأتي في سياق استراتيجي أوسع، حيث تسعى لندن لتعزيز حضورها في المنطقة دون نهج الهيمنة التقليدي. وأشار إلى أن هذا التوجه يتزامن مع سلسلة اتفاقيات عسكرية وتكنولوجية كبرى أبرمتها دول عربية مع واشنطن، أبرزها صفقة تصنيع صواريخ باتريوت في الأراضي السعودية.
في سياق تحليله للسياق الجيوسياسي، لفت طالب إلى الأهمية الاستراتيجية لموقع سوريا كحلقة وصل بين القارتين الآسيوية والأوروبية، معتبراً أن هذا الموقع ظل غير مستغل بالشكل الأمثل خلال السنوات الماضية. وأكد أن الانفتاح الغربي على دمشق يمر حتماً عبر بوابة تل أبيب، وفق الرؤية الأمريكية التي جسدها جورج بوش الابن عندما وصف إسرائيل بالبوابة الشرقية لأمريكا.
حول آفاق التسوية السورية-الإسرائيلية، كشف طالب عن توقعات بتوقيع اتفاق أمني مبكر بين الطرفين تحت الرعاية الأمريكية، يتضمن آلية للانسحاب الإسرائيلي من الجولان ونشر قوات دولية في المناطق الحدودية. وأضاف أن هذه الخطوة ستليها مرحلة تطبيع اقتصادي تدريجي، قد يسير على نمط العلاقات القطرية-الإسرائيلية التي تجمع بين التعاون العملي وغياب الاعتراف الرسمي.
في ختام حديثه عبر فيرجن إف إم، نوه طالب بالثوابت السورية فيما يخص الجولان المحتل، مستبعداً أي تنازلات في هذا الملف. وأكد أن التحركات الدولية الحالية تعكس إدراكاً متزايداً لأهمية سوريا في المعادلة الإقليمية، معتبراً أن البلاد تمتلك أوراق ضغط مهمة قد تمكنها من تحقيق مكاسب استراتيجية في المرحلة المقبلة.