تشهد القارة الأوروبية تحولات جيوسياسية عميقة في ظل استمرار الحرب الأوكرانية، التي بدأت تفرض تكاليف باهظة على اقتصادات الدول الأوروبية. في هذا السياق، برزت تقارير عن محاولات بريطانية لخلق بؤرة توتر جديدة في أذربيجان، بهدف استنزاف روسيا وإعطاء أوروبا مهلة للتعافي من تبعات الأزمة الحالية.
في حديث خاص لشبكة شام نيوز إنفو على إذاعة فيرجن إف إم، تحدث الكاتب والصحفي أحمد يوسف عن تطورات الحرب الأوكرانية، مشيراً إلى أن أوروبا تواجه تحديات وجودية تهدد مكانتها العالمية. وأوضح أن صعود قوى جديدة مثل الصين، بالإضافة إلى السياسات الأوروبية المرتبطة بالولايات المتحدة، أديا إلى تراجع النفوذ الأوروبي بشكل ملحوظ.
ولفت يوسف إلى أن القيادات الأوروبية قد أخطأت في تقديراتها للحرب الأوكرانية، حيث توقعت أن تؤدي الضغوط الغربية إلى إضعاف روسيا بسرعة. لكن النتائج جاءت عكسية، مع تراجع الاقتصادات الأوروبية وارتفاع معدلات التضخم، بينما حافظت موسكو على صمودها رغم العقوبات.
وأشار يوسف إلى أن الأزمة قد تدفع أوروبا إلى مراجعة حساباتها، خاصة مع تصاعد الحديث عن احتمال انسحاب بعض الدول من حلف الناتو. كما توقع أن تطفو على السطح خلافات تاريخية بين الدول الأوروبية، مثل النزاعات الحدودية بين فرنسا وألمانيا أو إسبانيا، في حال استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالصراع في القوقاز، رأى يوسف أن أي تصعيد في أذربيجان لن يقتصر تأثيره على روسيا، بل سيمتد إلى تركيا، التي تربطها علاقات استراتيجية مع باكو. وأكد أن أنقرة قد تلعب دوراً محورياً في هذه المعادلة، خاصة بعد تقاربها الأخير مع موسكو وتبنيها سياسة خارجية أكثر استقلالية عن الغرب.
ختاماً، اعتبر يوسف أن أوروبا تقف عند مفترق طرق، حيث يمكن أن تؤدي الأزمات المتلاحقة إلى إعادة رسم خريطة التحالفات والقوى في القارة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: هل ستتمكن أوروبا من الحفاظ على وحدتها أمام هذه التحديات، أم أن عصر هيمنتها على الساحة العالمية قد شارف على نهايته؟