في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والظروف الأمنية المتقلبة، تواجه محافظة اللاذقية تحديات ملموسة في صرف رواتب المتقاعدين من التأمينات الاجتماعية والتأمين والمعاش. الوضع الأخير يتراوح بين تأخير توزيع الرواتب وارتفاع أجور خدمة التوصيل للمنازل، وهو ما أثار استياء شريحة واسعة من كبار السن، الذين يعتمدون على هذه الخدمة لتخفيف المشقّة المرتبطة بالنزول إلى مراكز البريد.
التأخير في الصرف
يعاني بعض المتقاعدين انقطاعاً أو تأخيراً في تسليم الرواتب نتيجة تأخر الكتلة المالية أو الصعوبات الإدارية. وقد بدأت المديرية بصرف الرواتب في أوائل شهر يوليو (الخميس 3 تموز 2025) واستمرت حتى منتصف الشهر في كل المكاتب البريدية بالمحافظة.
مقابل ذلك، أكّدت المديرية أن التأخير سببه نقص السيولة مؤقتاً، وأشارت إلى تمديد ساعات العمل لتخفيف الضغط على مراكز البريد والسماح بصرف الرواتب حتى الفترات المسائية.
ارتفاع أجور
أعلنت مديرية البريد عن زيادة رسوم خدمة التوصيل إلى المنزل لتصبح 10,000 ليرة سورية بدلاً من 4,000، مما أثار جدلًا بين المتقاعدين.
بعضهم يرى أن هذا المبلغ ما يزال أقل من تكاليف التنقل والانتظار، بينما يشعر آخرون بأن الزيادة مجحفة نظراً للدخل المحدود.
رُبطت بأسباب عدة، أولًا رفع الرواتب بنسبة 200٪ بموجب قرار رسمي، ما أوصل المتقاعدين إلى شرائح دخل أعلى؛ ثانياً، تغطية التكاليف التشغيلية المتزايدة لخدمة التوصيل المنزلي.
شكاوى.. وردود
بعض المتقاعدين ذكروا أن الموزعين يطلبون منهم ترك الراتب عند المختار أو الحضور إلى مكان محدد، بدلاً من التوصيل إلى الباب، مما يشكل عبئاً على كبار السن وغير القادرين على الحركة بسهولة.
في حين، أوضحت مديرية بريد اللاذقية أن هذا الإجراء كان مؤقتًا بسبب ظروف أمنية، وأنه تم تصحيح البيانات الخاطئة (مثل أرقام الهواتف والعناوين) لضمان وصول الرواتب بشكل آمن مباشر إلى المنازل.
تحديات!
يواجه نظام صرف رواتب المتقاعدين في اللاذقية تحديات عديدة تتمثل أساساً في تأخير مواعيد التوزيع وارتفاع أجور التوصيل المنزلي. رغم ذلك، تبدو الجهود الحكومية واضحة في محاولة معالجة هذه الإشكالات عبر تحسين الإجراءات، توسيع التغطية، وتصحيح البيانات. إن الاستمرار في تحسين التواصل مع المستفيدين والتوسع في الأتمتة يشكلان خطوات واعدة نحو تقديم خدمة أكثر عدلاً وفعالية في المستقبل.
عبير محمود – أخبار الشام sham-news.info